تحدثت فى المقالة السابقة عن النمط السادس من الإنياجرام، شخصية “المخلص” وتعد نظرية الإنياجرام من أفضل النظريات فى دراسة علم الشخصيات ومعرفة أسرارها وطرق علاجها، والتى تقسم الشخصيات إلى تسعة أنماط، بثلاثة عواطف سلبية رئيسية، وهي “الغضب، الخوف، الخجل” لكل شخصية اتجاه معين، وطريقة تفكير وطباع معينة تميزها عن غيرها من الصفات، ليدرك كل منا نقاط القوة الكامنة لديه ليسعى في تطويرها، ونقاط ضعفه ليسعى فى تقويتها والتعايش معها، وإمكانية العمل عليها أيضًا والتي تسمح لنا أيضًا بالتوصل إلى فهم الآخرين بشكل أفضل، وإلى اكتشاف بدائل لطريقة تصرفاتنا وسلوكياتنا الحالية.
الشخص المتحمس المغامر المحب للحياة، الذواق، البصير، كل هذه المسميات يمكن أن نطلقها على النمط السابع من أنماط الإنياجرام، يقع المتحمس مع عاطفة الخوف من فقدان الحرية والبهجة، كما أنه يسعى دائمًا بحركته المستمرة إلى الهروب منه، فهو يميل إلى الإثارة والإبداع، والأفكار الجديدة، والأشخاص والخبرات، لأن لديه عقل قوي جدًا يمكنه من إبداع وخلق قصص ومغامرات بسهولة، كما أنه يساعدك على التخطيط للمستقبل، والخيارات المتاحة للتجارب المختلفة سواء أشخاص أو تعلم شيء جديد، أو اكتشاف مهارات جديدة، فهو شخص باحث دائم عن الإثارة، لا يحب التقييد، ويتجنب الألم في الدخول في أي تجربة جديدة، لديه ثلاث قيم واضحه في شخصيته هما التفاؤل، العفوية، الجاذبية، شخص تلقائي جدًا، شخص إيجابي، يحتفظ بنظرته الإيجابية للأمور، من أكثر الأنماط في الإنياجرام تفاءلاً فهو شخص حقيقي جدًا، ولديه قدر عالية جدا للبحث عن الإيجابيات، ويحتفظ بنظرته الإيجابية للأشياء، وتقديمه لمنظور جديد خالي من السلبية، شخصية المتحمس أو المغامر يتجنب أي تجارب بها نوع من الألم، لذلك تجد أن رغبته الأساسية تكمن في كونه سعيد، لهذا تجده يضيف السعادة في أي عمل يقوم به، ومكتشف لكل جديد حوله، شخص يقدر الجمال..
يقول صاحب هذه الشخصية عن نفسه: الحياة تكون أفضل بكثير عندما تمتلئ بالإثارة والحماسة والخبرات الواسعة، كما أن البقاء على الاحتمالات الإيجابية للأمور المفتوحة دائما هام للغاية، وأنا مخطط عظيم للأحداث المستقبلية، وأحب أن اجعل الأشياء حماسية وإيجابية، واستمتع بالبدء في المهام ولكن من الأفضل أن ينهيها الآخرون لأن ذلك يعطيني مساحة أكبر من التحرك في أنشطة أخرى، كما أنني شخص متفائل واستمتع بكل ما هو جديد ومثير من أجل القيام به، ولدي عقل نشط سريعا ما يتحرك ذهابًا وإيابًا بين العديد من الأفكار المختلفة، وأحب أن أحصل على الصورة الشاملة في كيفية توافق هذه الأفكار، وأشعر بالحماسة حينما يمكنني أن أربط بين المفاهيم التي لا تبدو أنها ذات صلة بالأفكار الموجودة في رأسي، وأحب أن أقوم بالأعمال التي تثير اهتمامي ولدي الكثير من الطاقة التي أخصصها لذلك، وأشعر بالملل الشديد حينما أقوم بمهام متكررة وروتينية، وحينما أتعرض لشيء محبط، أفضل أن أصرف انتباهي إلى القيام بأشياء مبهجة، ووجود خيارات متعددة مهم جدا بالنسبة لي وإلا شعرت بأنني محاصر.
المظهر الجسدي للمتحمس ممتلئ بالحيوية ومبهرج بعض الشيء، يريد أن يكون ملحوظًا ومميزًا، لكنه بخلاف ذلك عادة يفتقد إلى الجودة الجمالية والحس الجمالي فقد يقوم بدمج الألوان مع بعضها بطريقة تبدو غريبة للنمط الرابع “المتفرد”، المتحمس بصفة عامة شخص ثرثار وكاريزمي، ينجذب إلى الأعمال التي بها خليط بين المتعة والإثارة وبين العنف مثل المصارعة او بين مدربي الأسود، عادة ما يكون ذكي إلى حد بعيد ويستطيع التحدث عن مجموعة واسعة من الموضوعات فى آن واحد مع بعض المبالغة لإضافة جو من المرح والمزاح.
ومن أبرز إيجابيات شخصية المتحمس، العفوية، القدرة على الربط والتأليف بين المعلومات الكثيرة، الجاذبية، التفاؤل، وشعاره الدائم” لا تقلق كن سعيدًا” ، وأيضًا “لا تستطيع أن تؤذي أحدًا قد تحرك لتوهِ، إعادة تشكيل التجارب السلبية وتحويلها إلى إيجابية، يقدر الجمال، ومن أبرز سلبيات شخصية المتحمس، شرود الذهن، التمرد، التقاعس، عدم الالتزام لخوفه من أن يتسبب ذلك فى فقدان السعادة، القلق والاكتئاب.
وتتلخص نصيحة علماء النفس لشخصية المتحمس في العبارة الآتية: “ركز في العمل الذي بين يديك، بدلًا من تخيل الأعمال الأخرى التي كان من الممكن لك أن تقوم بها، وحينما تشعر بالضغط النفسي، احذر من الإفراط في تناول الطعام والشراب أو اقتناء المشتريات..
