محمد مهران يكتب .. “مولد سيد السادات ورحمة الله للمخلوقات”
الحمدُ للهِ القَوي الْغَالِب الوَلّي الطَّالب البَاعثِ المَانحِ الوَارثِ السَّالب .. سبقت رحمته غضبه فأظهرها بفضله ورحمته فكان لطفه شامل وحبه لخلقه كامل.. قدًر فهدي ورحم العباد وهذا بدى.. ” ورحمتي وسعت كل شيء” .
خُص بالإرادة وخلق الأفعال .. سبق علمه في خلقه فهو العدل الرحمن الرحيم.. أوجد برحمته رحمة للعالمين وجعله سيد الأولين والآخرين وبسط من كرمه له كافة المواهب، فسبحان من أوجد نور نبيه محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قبل أن يخلق آدم من الطين اللازب وعرض جماله على كافة خلقه؛ وقال هذا سيد الأنبياء وأعظم النُجباء وأكرم الأحباب.
نجا به سيدنا آدم عليه السلام ونجا به سيدنا نوح من الغرق وهلك من خالفه من أهله وسلِم به سيدنا إبراهيم من النيران وأقام حجته علي عُبّاد الأوثان والكواكب ، وكان سيدنا موسى كليم ومخاطب ربه ولكن سيدنا كان حبيب وبشر به سيدنا المسيح عيسى بن مريم بين يدي نبوته.
وكأن الزمان يجري له لإظهار مراد الحق من الخلق .. نعم يجري الزمان له حتي يدرك عباد الله ويخرجهم من الظلمات إلي النور حتى يقول لنا جميعا تعالوا إلى ربكم تعالوا إلى خالقكم تعالوا إلى سعادة الدارين، ولو قرأتم الكتب السابقة لوجدتموها مكتظة بنبوءاته صلى الله عليه وسلم.. لماذا؟ لأنه النبي الخاتم وهو العاقب الذي لا يعقبه أحد وهو الماحي الذي يمحي الله به الكفر وهو أحمد الخلق لله وهو محمد في الأرض والسماء.
تكلم به المسيح باسم أحمد لأنه كان في البهاء السماوي وخرج جسده فكان محمدًا صلوات ربي وسلامه عليه ، ألبسه الله تاج الوقار وجعله بن لؤي بن غالب، يموت أبوه وأمه ويكفله جده وعمه.
قال عَطاء بن يسار عَنْ كَعبِ الأحبارِ قالَ : ” عَلَّمني أبي التوراة إلا سِفراً واحِداً كانَ يَختِمُهُ و يُدخِلُهُ الصُّندوقَ فلمَّا مَاتَ أبي فتحتهُ فإذا فيه نبيٌّ يَخرُجُ آخِرُ الزَّمانِ مَولِدُهُ بمَكَّة وهِجرتهُ بالمَدينةِ وسُلطانهُ بالشَّامِ يَقُصُّ شَعرهُ ويَتَّزِرُ على وسَطِهِ يكونُ خيرَ الأنبياءِ وأمَّتهُ خيرَ الأمم يُكبِّرون الله تعالى على كُلِّ شَرَفٍ يَصُفون في الصَلاةِ كصُفوفِهِم في القِتالِ قلوبُهُمُ مصاحِفهُم يَحمَدُونَ الله تعالى على كُلِّ شِدَّةٍ و رَخاءٍ ثُلُثٌ يَدخلونَ الجَنة بغيرِ حِسابٍ وثلث يأتونَ بذنوبهِم وخطاياهُم فيُغفرُ لَهُم وثلث يأتونَ بذنوبٍ و خطَايَا عِظامٍ فيقولُ اللهُ تعالى لِلمَلائِكَةِ : اذهبو فزِنُوهُم فيقولونَ رَبَّنا وجَدناهُم أسْرَفُوا على أنفسِهِم ووجَدْنا أعمالَهُم مِن الذنوبِ كأمثالِ الجبالِ غيرَ أنَّهُم يَشهدونَ أنَّ لا إلهَ إلا اللهُ و أنَّ مُحَمَّداً رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فيقولُ الحَقُّ : وعِزَّتي و جَلالي لا جَعلتُ مَنْ أخلصَ لي بالشَّهادَةِ كَمَنْ كَذبَ بي أدخِلوهُمُ الجَنة برحمَتي”.
فهو صلى الله عليه وسلم نور الله الأسبق وصراطه المُحقق، أبرزه رحمة شاملة لوجوده في جميع شئون الحياة وفي كل مكان وفي كل زمان، في الحشر وفي النشر فهو محل نظر الحق للخلق؛ فعلينا أن نكون في معيته بالتزام سنته وفهم روح كلامه وكما يقولون أعطي السطر حقه تأخذ حقه أي تأخذ فيوضاته وكراماته.
نرى معاملته صلى الله عليه وسلم مع الأطفال ومع الكبار مع النساء مع الحجر مع الشجر مع الجن مع الملائك في السلم وفي الحرب في النوم وفي اليقظة، ما ترك شاردة ولا واردة.
فهو حقًا رحمة مُهداه من رب العالمين ، أقام الله به الحُجة على خلقه، فيا سعد من اتبعه وهنيئًا لمن تقرب إلى ذاته الطاهرة المُقدسة، فأي نعيم موجود في الدنيا والآخرة من خلاله صلى الله عليه وسلم.
ألم يقل الله” يُعطي وأنا قاسم ” فهو الذي علمنا الصلاة والزكاة وكافة العبادات وحُسن الأخلاق والمعاملات الحياتية.
ترى الآن في بلاد الغرب أحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم لافتات في الطرق وفي المستشفيات وفي منظمة الصحة العالمية وفي الغذاء والدواء وفي النوم وفي كل شيء؛ تجد نوره يسري صلى الله عليه وسلم في الوُرّاث المحمديين وفي الأولياء والعلماء كل أخذ حسب استعداده.
فعلينا أن نُدقق ونحقق في كلامه وأفعاله ونلتف جميعًا حول مائدته النورانية التي أتى بها جبريل عليه السلام وهو مخلوق من نور و رب العزة اسمه النور، فهنيئًا لأمة النور المرحومة الخارجة من الظلمات الداخلة في رحاب النور .
فـــ “والله يا رسول الله لا نُحيي ذكرى مولدك ولكن نحن نحيا بمولدك”
اللهم قربنا من ذاته دنيا وآخره
كل عام والأمة الإسلامية بخير
وهنيئًا لنا بنبينا صلى الله عليه وسلم