مقالات

د.حازم الشاذلي يكتب.. البحث في الدفاتر القديمة

لدينا مثل شعبى وما أجمل أمثالنا الشعبية يقول الخواجة لما يفلس يدور فى دفاتره القديمة ونحن لن نفعل مثل الخواجة بتبني الظالم والجائر، ولكن بالفعل ونحن فى هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة علينا أن نبحث فيما نملك وأهملناه لعل هذا ولو بقليل ينفعنا للمرور من هذه الأزمة.

اقترح مذيع محترم من القناة الفضائية المصرية في لقاء مع اللواء سمير فرج أن يتم انتشال المدمرة الاسرائيلية إيلات والتي نسفناها في مياهنا الإقليمية أمام بورسعيد، أن يتم انتشال حطام المدمرة ويوضع جزء منه في مدخل قناة السويس ليكون شاهداً علي صمودنا وتحدينا بعد نكسة ٦٧ وأنا أزيد من الشعر بيتا وأقول بل يتم وضع جزء آخر من الحطام في متحف خاص ويكون مزاراً للمصريين والأجانب.

وأنا لا أعرف مدى الإمكانية العملية لفعل ذلك ولكنه اقتراح يستحق الاهتمام.

ولنذهب أبعد من ذلك ونتذكر أسطول نابوليون الغارق في مياه أبي قير أثناء الحملة الفرنسية وأظن أنه جرت عدة محاولات لانتشاله وأظن بعضها نجح والكل يعرف مدي ولع الفرنسيين بكل ما يتعلق بـ نابوليون، وأظن ولع الإنجليز بكل ما يخص انتصاراتهم خاصة مع الفرنسيين وولع العالم كله بكل ماهو تاريخ فهل فعلا فكرنا في عرض الحطام في متحف خاص ويكون في أبي قير والتى من الممكن أن تكون مزاراً سياحياً يتم الترويج له.

ملأنا الدنيا ضجيجا ومطالبات باستعادة حجر رشيد من بريطانيا ولا أظن أن محاولاتنا ستنجح في القريب العاجل ولكن علي رأى المفكر والكاتب الكبير الأستاذ إبراهيم عيسى نحن نملك رشيد نفسها فماذا فعلنا بها لماذا لا نبعث رسالة إلي العالم ونقول تعالوا زوروا المكان الذي اكتشف فيه حجر رشيد بالإضافة إلى أنه المصب الأول لنهر النيل العظيم.

وبالمناسبة فقد زرت مؤخراً رأس البر وليتني فعلت ذلك من قبل وقد أقيم على المصب فندق عالمي في خطوة جريئة لتنشيط السياحة في هذا المصيف العريق فارجو أن نستمر ونروج للمكان الذي يلتقي فيه النهر الخالد مع البحر الأبيض مهد الحضارات القديمة وجزء من ثقافتنا كما يقول العظيم طه حسين.

وفي مقال جميل للأستاذ فاروق جويدة بالأهرام ذكرنا بأم كلثوم التي لا تُنسى، ودعا إلي استغلال شهرتها وتفردها،  فأغانيها لا تزال في مقدمة المبيعات والاستماع فأين إذن متحفها وأين بوستراتها ولوجوهاتها التي من الممكن أن تنتشر في كل أنحاء العالم .

وبهذه المناسبة ستحتفي فرنسا قريبا بذكري مطربتها الخالدة أديت بياف ويقال أن التذاكر قد نفدت من الآن فلماذا لانحذى حذوهم.

ولن أتكلم عن الفيوم ووجوه الفيوم ذات الشهرة العالمية ومعالمها الرائعه فقد أصبحت بالفعل مقصداً للسياحة الداخلية ونطمع في السياحة الخارجية.

وقريباً سنحتفل مع العالم بالحدث العظيم وهو افتتاح المتحف الجديد وأظنه سيكون احتفالاً مهيباً فهل استعدت مصر للطيران بمزيد من التسهيلات والعروضات لاستغلال هذه المناسبة العظيمة وهل استعدت وزارة الخارجية بتسهيلات في الحصول علي التأشيرة المصرية بدون تعقيدات، وعلى مستوى الأفراد ليتنا نستدعي من عاداتنا القديمة ما يفيدنا في الوقت الحاضر.

فالآن بعد الزيادة المؤلمة في أسعار الوقود فلماذا لا يستخدم شبابنا الدراجات رياضة ومتعه وتوفير.

لي صديق عزيز في مثل عمري كان يذهب إلي عمله في هولندا بالدراجة بمنتهي السهولة والرشاقة مثلما يفعل الهولنديوَن والأوروبيون عموماً فلماذا تمسكنا بالألاطة وضرورة ركوب السيارة في أي مشوار مهما كان صغيراً.

وقد أسعدني ما لاحظته من استعمال بعض الفتيات والسيدات للفسبا والموتوسيكل خطوة جريئة تقف أمام دعاة حجب المرأة وتقوقعها.

كما تسعدني دائماً رؤية سيدة في النادي كل أسبوع تأتي ومعها التريكو والذي تنتهي منه وتأتي بالجديد في الأسبوع التالي.

أين التريكو والكروشيه والكانفاه أين ماكينة خياطة سنجر التي كانت تزين منازلنا.

وتعجبنى تجربة بعض ربات البيوت فى صنع الطعام فى منازلهن وبيعه بسعر مناسب خاصة وأن الآف السيدات العاملات لا يجدن وقتا للطهي تجربة لعلها تعمم مع المزيد من الاحترافية.

إننا نتصرف كما لو كنا أغنياء وهذا ليس عيباً فالتعفف مطلوب ولكن علينا أن ننمي مواردنا بتقليل الإنفاق والبحث عن موارد جديدة حتى لو في دفاترنا القديمة.

أخيراً وبالمناسبة أروي قصة طريفة يقال أن يهودياً وجدوه في إحدى بلدان أوروبا يبيع زجاجات فارغة ويروج لها قائلاً أنها معبأة بهواء من الأراضي المقدسة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى