مقالات

هند هيكل تكتب : لقد أوشك رصيد الستر على النفاذ!!

‏رصيد الستر خلص!!، جملة مرعبة لما سمعتها أول مرة، ولما فكرت فى معناها خوفت جداً، يعني أيه رصيد الستر خلص؟!! يعني ربنا بيستر أي حاجة بنعملها وبيدينا فرصة تانية لكل حاجة غلط عملناها، ولأننا بنتستر فى كل مرة بنغلط فيها ما بناخدش بالنا من رصيدنا للاًسف، ‏نعمة الستر من أكبر النعم الموجودة فى حياتنا، الستر ده هو اللى مخلي راسنا مرفوعة قدام الناس، وقادرين نبص ف وشوش بعض، هو اللى محلي صورتنا قدام الناس، وشايل عننا كلام كتير مالوش لازمة، هو اللى بينجينا من مصايب كتير ما بتبقاش عارفين هى عدت على خير إزاي، خليكوا عارفين إن ده من رصيدكم اللي لازم تجددوه دايما وتشحنوه بإنكم تصلوا ركعتين قيام ليل بينكم وبين ربنا، وبالاستغفار والتوبة والذكر والصدقة فإنها تزيد من رصيد الستر، والكلمة الطيبه وجبر الخواطر، أفعال بسيطة ولكن أجرها عظيم..

 خلي ليك دايما حاجه خفيه صله مع ربك تشفعلك، حاول دايما تحافظ عليها وكل ما تغلط توب وما تبقاش مجاهر بأي ذنب أو معصية بتعملها حتى لو أنت شايفها حاجة بسيطة والكل بيعملها عادي، يقول الفضيل بن عياض: “المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتِك ويُعير هذا هو الستر فحذارى أن ينفذ رصيد سترك مع الله”..

إحنا مش ملايكة ولا أنبياء ولا رسل ولا عايشين فى المدينة الفاضلة، كلنا أصحاب ذنوب وبنغلط وبنرتكب معاصي، وكلنا لينا عيوب، وبندعي المثالية وأننا مبنغلطش، بس اللى بيسترنا دايما وميفضحناش قدام الخلق هو رصيد الستر، خلوا بالكم إن رصيد الستر مالوش إنذار أو تنبيه، أحنا بنسحب منه وقت غفلتنا وما بناخدش بالنا من الرصيد، وبننسى نتوب عشان نجدد باقة الستر، وفجأة بنلاقي نفسنا اتفضحنا، ‏بس الفرق إنه بينقذنا في أخر لحظة، بيدينا فرصة مرة واتنين وعشرة حتى لو ما نستاهلش، ‏متلعبوش على رصيد الستر الإلهي المجاني لأن هيخلص فجأة والنتيجة هتكون كارثية، يقول أبو بكر الصديق : ” لو لم أجد للسارق والزاني وشارب الخمر، إلاَّ ثوبي لأحببتُ أن أستره بِه”..

‏مش علشان عملت الغلط، ومحدش اكتشفك تقوم مكرره تاني وتالت !! فلا تستغل ستر الله عليك بالتمادي في الذنوب، ولكن استثمره في التوبه من الذنوب فالله يمهل ولا يهمل، وخد بالك هييجي وقت عليك والغلط اللى بتعمله وأنت عارف أنه غلط الناس هتعرفه ووقتها محدش بيلوم إلا نفسه، وكل أما ما تحسنش الأدب مع ربنا في كل مرة سترك فيها ومافضحكش الرصيد ده بيقل فحافظ على رصيد سترك واشحنه دايما، وبلاش تستهلكه غلط، لو عايز ربنا يسترك أستر الناس ومتفضحش حد مهما كان، علشان كدة أستروا غيركم، لأننا بدون ستر ربنا اللى مغطى حياتنا وعيوبنا ما نسواش، يقول ابن الجوزي رحمه الله: “اعلم أن الناس إذا أعجبوا بك فإنما يعجبون بستر الله عليك”، ما تحاسبوش حد عشان حاجه عملها، انصحوهم وبس، أنتوا متعرفوش أيه الظروف اللي خليتهم يعملوا كدة، مفيش حد فينا مفيهوش عيوب وما بيغلطش الفرق بينا هو رصيد الستر مش أكتر والأهم من أنك تعمل الغلط أنك تعترف بيه، يقول الحسن البصري : “من كان بينه وبين أخيه سِتْر فلا يكشفه”..

كل النعم اللي متعودين عليها، وشايفينها قدامنا دايما مضمونة، معرضة للزوال فجأة وبدون إنذار أو إشعار، رصيد الستر ممكن ينفد فجأة فاحذر، لو اعتبرناه رصيد ف البنك وفضلت تسحب منه من غير ما تعمله إيداع هتكتشف فجأة إن رصيدك بقى صفر، خلوا بالكم واشحنوا رصيد الستر قبل ما يخلص..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى