مقالات

د.حازم الشاذلي يكتب.. الو الو إحنا هنا

يبدو أن البعض منا ينظر إلى التعليم من منطلق الأغنية اللطيفة لفاتن حمامة وشادية من كلمات الشاعر الكبير فتحي قورة وألحان العظيم منير مراد  من فيلم موعد مع الحياة حيث الفنانتان تخبران حسين رياض  بنجاحهما بدرجة ميه علي ميه وقد أجابتا علي الأسئلة الجادة بطريقة ساخرة لطيفة والأغنية بشكل عام تعبر عن وجهة نظر الطلبة في مصر وأولياء الأمور من أن التعليم الغرض منه الحصول على درجات للالتحاق بالجامعة ومن بعدها العمل بوظيفة لائقة ولا أرى مانعاً من ذلك فغايتنا جميعا العمل وكسب العيش.

إلا أن المسالة أكبر من ذلك بكثير فمع كل مرحلة تعليمية يزداد عقلنا  وزناً وتزيد خبرتنا وينمو وعينا فنصبح أكثر قدرة على العيش في عالم ملئ بالصراعات والمنافسات.

ولا يجب أن ننسى أبداً أننا في بلد أو قل في منطقة لا تبالى كثيرا بالقراءة والمعرفة إلا ما رحم ربى فنحن لسنا كأوروبا وشبابنا لا يحمل معه كتاباً في مترو الأنفاق أو الطائرة أو يشاهد الأفلام الوثائقية أو قناة ناشيونال جيوجرافيك.

إذن فالمجال الوحيد  لتثقيف الشعب وزيادة وعيه هو التعليم شبه الإلزامي حيث يجبر الطالب علي تحصيل  مواد معينة ضرورية لنموه العقلي وبعد ذلك يختار بنفسه ما يتلاءم مع ميوله، ولا ينبغى أبداً أن ننصاع للمقولات الفارغة مثل مقولة وما الذي استفدته أنا من دراسة الجبر أو التاريخ وأنا أعمل في المهنة الفلانية هذا قول مغلوط من عقول كسولة.

وعفواً سأضرب مثلاً من تجربة شخصية بعد أن انتهيت من مشواري الطبي والحصول على الدكتوراه والزمالة وتحصيل خبرة علمية وعملية كبيرة وجدت أن قد آن الأوان لإشباع هوايتي في التأليف الروائي والكتابة عموماً وقد كان.

ثم وجدت أنى بحاجة إلى تعليم نظامي قد يفيدنى في الكتابة وأيضاً يكون فيه شيء من المتعة واخترت الالتحاق بكلية الآداب قسم التاريخ وفى الكلية درسنا مواد مختلفة منها اللغة العربية والإنجليزية والحاسب الآلي ومناهج البحث والجغرافية السياسية وتاريخ الفلسفة وتاريخ علم النفس  بالإضافة الي تاريخ العالم كله بالطبع وكنت أشعر بمتعة غريبة وأنا أدرس هذا كله واجتاز الامتحانات بتفوق عام بعد عام.

وتخرجت وقد جاوزت الستين ومعي إحساس واضح جداً بأنى ناقص علم لذا كان الليسانس الذى حصلت عليه بمثابة نقطة انطلاق فقط للاستزادة من العلم بعد أن تفتحت المسام للمزيد من المعرفة ولم أقل لنفسي مثل الكثيرين ما الذي استفدته من الدراسة.

السادة أولياء الأمور، أبنائي الطلبة الأعزاء، السيد الفاضل وزير التربية والتعليم،، بالله عليكم لا تفرحوا  كثيراً بإلغاء مادة أو دمجها فهذا سينعكس على وعى وسلوك أجيال قادمة واحنا مش ناقصين.

ولا يسعني في النهاية إلا أن استشهد ببوست لزميلة عزيزة على الفيس بوك تقول فيه أن الذين درسوا التاريخ والجغرافيا هم الذين أعادوا طابا.

وفى النهاية أيضاً أشكر فاتن وشادية لأنى عرفت منهما أن قارة أوروبا تقع على شمال كوبرى القبة.

وهكذا ستكون المعلومة إذا أصريتم والغيتم مادة الجغرافيا

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى