مقالات

هند هيكل تكتب : إنياجرام الشخصية- صانع السلام

تحدثت فى المقالة السابقة عن النمط الثامن من أنماط الإنياجرام، شخصية “المتحدي” وتعد نظرية الإنياجرام من أفضل النظريات فى دراسة علم الشخصيات ومعرفة أسرارها وطرق علاجها، والتى تقسم الشخصيات إلى تسعة أنماط، بثلاثة عواطف سلبية رئيسية، وهي “الغضب، الخوف، الخجل” لكل شخصية اتجاه معين، وطريقة تفكير وطباع معينة تميزها عن غيرها من الصفات، ليدرك كل منا نقاط القوة الكامنة لديه ليسعى في تطويرها، ونقاط ضعفه ليسعى فى تقويتها والتعايش معها، وإمكانية العمل عليها أيضًا والتي تسمح لنا أيضًا بالتوصل إلى فهم الآخرين بشكل أفضل، وإلى اكتشاف بدائل لطريقة تصرفاتنا وسلوكياتنا الحالية..

صانع السلام أو المصلح أو الونيس، كل هذه المسميات تطلق على النمط التاسع والأخير من أنماط الإنياجرام، وفي بعض الأحيان يسمى شخصية 9 تاج الإنياجرام، لأنه يقع في قمة رمز النجمة التساعية، ويشمل الشخصيات التسعة، شخص يسعى للسلام والتناغم والتقدير بينه وبينه الآخرين، ويكره الخلاف والتوتر وسوء النية، يتدارك إلى ذهنه سؤال: هل كل شخص فينا مسموع بما فيهم أنا؟ وهل كل منا يأخذ فرصته الحقيقية في الحياة أم لا؟ وهو شخص يملك ثلاث قيم ذو طابع هادي وبسيط يتعامل بهم في الحياة وهما رغد العيش، الصبر، والسلام، ولديه رغبة أساسية تظهر بشكل واضح في حياته وهي حصوله على السلام والاستقرار الداخلي والخارجي وراحة البال والاتحاد الذي يجعله يتقبل الآخرين كما هما، يشعر بالرضا عند الاتحاد والتآلف والاتفاق بينه وبين نفسه والآخرين، يستمتع بالإندماج بينه وبين البيئة المحيطة به وبينه وبين الأشخاص المتفاهمه معه فقط..

صانع السلام شخص يتجنب أي صراع أو نزاع بشكل مباشر قدر الإمكان، وبالتالي يميل إلى أن يقلل من سلوك الإختلاف مع الأشخاص، وهو شخص كثير التردد، يستجيب لرغبات الآخرين أكثر من رغباته، ولا يأخذ مواقف صريحة في الموضوعات التي يتحتم فيها الجدال والنقاش، يتمتع بأسلوب السلبية العدوانية، يتنازل عن أراءه في بعض المواقف التي يكون فيها التنازل أفضل حل، ولكن هذا التنازل يجعله أحيانًا يشعر بالكرب أو المحنة ولا يعبر عن ما بداخله فهو شخص كتوم ولا يظهر ذلك على ملامحه بالرغم من وجود طاقة سلبية بداخله أو غضب شديد، ويظهر ذلك من خلال العناد حتى وإن كان على حساب مصلحته الشخصية..

شخصية صانع السلام في تعاملاته يحتاج إلى الاحترام والتقدير، وعدم مواجهته للأشخاص لاتعني ضعف أو قلة ثقة لديه إنما لكونه يفضل الهدوء والسلام وعدم الإزعاج، شخصية صبورة ونادرًا إن وجدت مزاجه متعكر، ويشجع كل من حوله على التقرب من الله، وتجد الكثير من أحاديثه بها الجانب الروحاني، والذي يعبر عن علاقته القريبة من الله، شخص اجتماعي أحيانًا وأحيانًا أخرى يفضل الجلوس وحيدًا، يبتعد عن العلاقات التي يشعر فيها بالضغط والتوتر ويأتي هذا القرار بعد تحمله أكثر من اللازم، نظرته للعالم أن الجهود التي يبذلها الإنسان قد لا تحدث تغيير فلابد من أن نرتاح بعض الشئ، شخصية دبلوماسية، يتمتع باللباقة في الحديث ويعبر بطريقة لا تغضب منه أحد، ويتقبل الأشخاص ويستطيع التأقلم والتعامل معهم بنسبة كبيرة، ويتعامل معهم باحترام ورقي..

يكمن الخوف الأساسي لدي الشخص صانع السلام من الإنفصال، الفقدان، الأحزان، الدخول في حالة من القلق والاضطراب وفقد السلام والهدوء، والرغبة الأساسية لديه في الشعور بالسلام والاستقرار الداخلي، ومن أبرز إيجابياته أنه عذب المعشر، قوي الملاحظة، يتمتع بالقبول، تلقائي، كريم، مثالي، ومن أبرز سلبياته أنه كسول، سلبي، كبت الغضب، مؤجل للأمور.

يقول صاحب هذه الشخصية عن نفسه : إن جهودي مكرسة للعالم كله، وأفضل شئ هو الحفاظ على السلام من حولي، وأرى أن الحياة تكون رائعة حينما يعيش الناس فيها بتناغم ويعملون بسعادة مع بعضهم البعض، وهناك دائمًا مساحة كافية لجميع وجهات النظر، وأقدر التناغم والتجانس الطبيعي، وأنا جيد في تهدئة المواقف المختلفة، ومن المهم أن يكون هناك نظام وترتيب للأشياء التي سأقوم بها، وغالبًا ما أستطيع أن أرى في الأمور جانبها السيء والحسن، ولأني لدي القدرة على رؤية جميع وجهات النظر فسأكون مفيدًا في مساعدة الناس على حل خلافاتهم، وهذه القدرة على فهم مزايا الأطراف المختلفة تجعلني ممتنعًا عن إصدار الأحكام، وقد تظهرني بمظهر الشخص المتردد، وأنا لا أحب الصراعات، وآخذ وقتًا طويلًا لإظهار غضبي، وأنا استمتع بالمشاركة في العديد من الأنشطة، وقد أنخرط بشكل تام في نشاط ما مما يجعلني أنسى شيئًا آخر كان من المفترض أيضًا أن أقوم به، وأنا شخص مريح في التعامل، ومحبوب، وأبحث عن حياة مريحة، ومتناغمة، ومتوافقة..

وتتلخص نصيحة علماء النفس لشخصية صانع السلام في العبارة الأتية : “مارس جهدًا على نفسك، فأجبر نفسك على الانتباه لما يجري، فلا تنجرف بعيدًا وتهرب، وكذلك لا تغض الطرف عن الناس، أو تعيش في أحلام اليقظة، واعمل دومًا على تركيز انتباهك لتصبح شخصًا مشاركًا ونشطًا في العالم المحيط بك”..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى