مقالات

هند حماد تكتب .. “تجاعيد الروح”

نُصاب أحيانًا بحالة من الضمور، حالة فتور وإنهيار، ولا نجد أحد يستطيع أن ينقذنا منها، ولا أحد يشعر بوجودها داخلنا، وقد لا نُدرك مصدر الألم الذي يفصل أجسادنا عن أرواحنا الجميلة، إنها تجاعيد الروح، ولا بد أن نعرف أن مقاومة تجاعيد الروح وترهلات القلب، أولى بالعناية والاهتمام من تجاعيد الوجه والجسد؛ فغالب من أرواحهم نقية وصافية، تجد فيهم روح الشباب وإن حجبت التجاعيد تفاصيل ملامحهم، فلنَعش كل مرحلة عمرية بما فيها ونستمتع باللحظات الجميلة ومشاعر الحب النقية، فالحياة متعتها بمختلف تفاصيلها وتقبل كل مرحلةٍ بما فيها، فتجاعيد الروح أولى علامات الكبر، يقول جلال جرجس:”الحب عقارٌ لا يعالج تجاعيد الوجه فقط، بل يذيب تجاعيد الروح أيضاً”:.

‏‎باتت هذه الروح الحانية مطلباً للنفوس المرهقة من قتر الزمان وشتات الأعوان وافتقاد الخلان رغم ندرتها، رغم اشتياق الزمان لها، إلا أن هذه الروح النفيسة، لا زالت موجودة في مكان ما من هذه الحياة، لا زلت ألمح نورها، وأشم عبيرها، ربما في روض من الياسمين الأبيض، أو في منجم ألماس لم يرَ الشمس بعد، لكنها موجودة، قالوا قديمًا : “ويسألونك عن تجاعيد الروح فقل :هي خطوط الوجع تحت جفن الخيبات، وانكماش جلد الحياة أسفل عنق الخذلان”، يقول د. كفاح أبو هنود: ” قد تتسبب السنون في تجاعيد البشرة، لكن التخلي عن الأحلام يتسبب في تجاعيد الروح”.

إلى مالا نهايه ” جمال الفكر والروح يطغى ويُبهر ويأسر حد السماء عن جمال الشكل والهيئة ” ، في النهايه قد ترى تجاعيد الوجه بعد نضرته لكن تلك الإشراقه النابعه عن جمال الروح لا تُخفيها السنين تراها دائماً ترتسم لتجعل من التجاعيد حديقة من الريحان تشُقها أنهار الحياة”.. تقول جيهان النحاس: ” العمر يرتسم على روحك وليس ملامحك تجاعيد الروح أولى علامات الكبر، حذاري من شيخوخة الروح فليس لها تجميل، ولكن تستطيع جعلها دائماً شابة بحبك لكل لحظة في عمرك حبك للحياة حبك لنفسك والآخرين العمر مجرد رقم لكن الروح حياة”..

الحب علاج قادر أن يذيب تجاعيد الروح، فالحبّ عَقار لا يُعالج تَجاعيد الوجه فقط، بل يُذيب تَجاعيد الرّوح أيضاً..!!
‏العمر لا يقاس بالسنوات والروح لا تكبر بتقادم الأيام نحن نصغر سنوات في لحظة سعادة مع كلمة حب في جوارمن نحب ونكبر سنوات بكلمة سيئة بطعنة في الظهر بنظرة قاسيه.

‏الشيخوخة تسبب تجاعيد الوجه، أما الاستسلام فيسبب تجاعيد الروح! لِمَ نظنُ أنّ أرواحنا كبرت مع تجاعيد وجوهنا وشعيرات البياض في رؤوسنا، فإن الروح حقيقة لا تشيب، كان رسول الله ﷺ رغم مهابته وقدْره وعِظَم ما أُرسل به يقول : ( يا معاذ والله إني لأحبك )، فنحن نحتاج أن نقول لأحبّتنا كلمة تداعب مشاعرنا وتجدد مودّتنا، فلا تجعلوا الحياة صعبة بجفائكم، ليس منا من لم يذق بلاء، أو لم تنزل دمعته، لكننا نختلف.

العلاقات المرهقة والمتكلّفة.. تصيبُ الروحَ بشيخوخة مبكرة، فيجب الابتعاد والمغادرة بعيداً عن کل هذه الأشياء المُرهقة والمُتعبة للعقل والروح، يقول عدنان الصائغ: “‏أكان عليّ اجتنابُ المرايا لأنسى تجاعيدَ روحي”..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى