د. حازم الشاذلي يكتب: حقيقة طائفة الحشاشين
بمناسبة المسلسل الذى سيعرض فى رمضان هذا العام وحتى لا يظن المشاهدون أنه يتحدث عن مدمني المخدرات اكتب هذا المقال.
طائفة الحشاشين هي طائفة شيعية إسماعيلية انفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجري لتدعو الى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء من نسله وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس والشام.
وقد أسس الطائفة الحسن بن الصباح الذى اتخذ من قلعة إلموت في فارس مركزاً لنشر الدعوة وترسيخ أركان دولته وقد جاءت تسمية الحشاشين من واحد من المصادر الآتية:-
أساسان أي القتلة أو المغتالون باللغة الاجنبية
أو من حساسان نسبة إلي شيخ الجبل الحسن بن الصباح
أو من عساسون المشتقة من العسس الذين يقضون الليالي فى حصونهم لحراستها
أو من أساسين المشتقة من الكلمة الأصلية المؤسسين
كانت الاستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد علي الاغتيالات التي تقوم علي الفدائيين الذين لا يهابون الموت في سبيل تحقيق أهدافهم وكان هؤلاء يلقون الرعب في قلوب الحكام والأمراء المعادين لهم وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة مثل الوزير السلجوقى نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد.
بل وحاولوا اغتيال صلاح الدين الأيوبي نفسه.
ولكن كيف كان الصباح يسيطر على مقاتليه.
كانت قلعه إلموت فيها حديقة كبيرة مليئة بالأشجار والفاكهة وقصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل وفتيات حسان يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى حتى يوهم الصباح اتباعه بأنها الجنة.
وكان دخول الحديقة مقصوراً على من تقرر أنهم سينضمون للجماعة وكان شيخ الجبل يدخل المرشحين القلعة فى مجموعات ثم يناولهم مخدر الحشيش ويتركهم نياماً ثم يأمر أن يحملوا ويوضعوا فى الحديقة وعندما يستيقظون فأنهم سيعتقدون أنهم قد ذهبوا إلى الجنة وبعدما يشبعون شهواتهم من المباهج كانوا يخدرون مرة أخرى ويخرجون من الحديقة ويتم إرسالهم لشيخ الجبل فيركعون أمامه ثم يسألهم من أين أتوا فيردون من الجنة وبعدها يرسلهم لاغتيال الأشخاص المطلوبين ويعدهم أنهم إذا نجحوا فإنه سيعيدهم إلى الجنة مرة أخرى وإذا قتلوا فإن الملائكة سترسلهم إلى الجنة.
حاول الحشاشون فى سوريا كسب ثقة الظاهر بيبرس بإرسال السفارات والهدايا ولم يظهر لهم هو أي عداء ولكنه لم يكن ليسمح بوجود جيب مستقل في قلب سوريا فأمر بجمع الرسوم والضرائب منهم فاصبحوا يدفعون الجزية بدلا من أخذها ثم تحكم بيبرس فى تعيين رؤسائهم إلى أن تم القضاء عليهم نهائياً فى الشام عام ١٢٧٣ميلادية.
أما في بلاد فارس فقد قام هولاكو زعيم التتار بمهاجمة الحشاشين واستولي علي قلعة إلموت وأكثر من مائة قلعة أخرى فانتهت دولتهم في بلاد فارس عام ١٢٥٣ميلادية.
ولعل من أهم الروايات التى تناولت سيرة الحشاشين هى رواية إلموت الرائعة لمؤلفها فلاديمير بارتول.