مقالات

السياسة التعليمية في خضم الجمهورية الجديدة

قلم / أ.د عصام محمد عبد القادر
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر

 

تسعى المؤسسات التعليمية بالدولة المصرية وفق قناعة ودراسة مستفيضة إلى تحويل نمط العملية التعليمية برمتها من صورتها السائدة إلى الصورة المختلطة ومن ثم إلى الرقمنة التامة عبر المنصات الرقمية التي تزخر بالوسائط المتعددة، ويسهل توظيفها بحرفية في العملية التعليمية؛ إذ ما امتلك قطبي العملية التعليمية المهارات الداعمة لذلك بصورة وظيفية، ولا يخفى عن الجميع بأن ذلك يعد مساراً بديلاً عن المسار التقليدي أو ما كان سائداً في مؤسساتنا التعليمية الوطنية، ويتناغم هذا مع التحول الرقمي الذي تنادى به الدولة وتدعمه وتوفر له البنية التحتية والفوقية، ويعد ذلك إنجازاً عظيماً من إنجازات الجمهورية الجديدة بفضل قيادتها السياسية الرشيدة.

وتنمية الخبرات التعليمية لدى المتعلم تنسدل من مجالاتها المعرفية والمهارية والوجدانية، ويشكل ذلك العبء الأكبر لأصحاب الرسالة السامية؛ حيث ضرورة امتلاكهم للمهارات التدريسية الرقمية للاستعاضة بالبيئة التعليمية المعتادة لبيئة تعليمية افتراضية وفق آليات للتهيئة تتناسب مع خصائص المحتوى والمتعلمين، وطرائق للشرح والإيضاح لأوجه الغموض التي تنتاب الخبرة المقدمة، والتوجيه والإرشاد عند اللزوم، وتوزيع الأدوار في ضوء طبيعة مهام التعلم، وتقديم التعزيز عند الاستجابة الصحيحة، والتغذية الراجعة حال وجوبية الدعم، ومن ثم اختيار نمط التقويم المناسب للعملية التدريسية بكاملها؛ بغية الوقوف على نقاط القوة ورصد نقاط الضعف.

ويتوقف نجاح أصحاب الرسالة السامية في تحقيق أهداف العملية التعليمية على مدى مقدرتهم في تحول الأنشطة التعليمية التي تترجم خبرات التعلم بصورة إجرائية إلى أنشطة ذات طابع رقمي تؤكد على الممارسات الفعلية التي يؤديها المتعلم عبر المنصات التعليمية، وترتبط بالأهداف الإجرائية التي تم صياغتها، والتي يؤديها المتعلم منفرداً أو بمشاركة زملائه، وتحت إشراف المعلم، وفي ضوء طبيعة المهام المرتبطة بتلك الأنشطة، يحدد المعلم مداخل أو استراتيجيات أو طرائق أو أساليب التدريس، وآلية تنفيذ تلك المهام (فردية _ جماعية)، والتغذية المرتدة، ونمط التعزيز، ومن ثم يختار أساليب التقويم المناسبة.

وعليه يتوجب على أصحاب الرسالة السامية ضرورة امتلاك مهارات التعامل مع المنصات التعليمية الرقمية ووظائفها المتعددة؛ بغية القيام بالأداءات التدريسية المنوطة بهم، وبالطبع يراعى ذلك عند تصميم الأنشطة التعليمية في صورتها الرقمية، ومن ثم يمكنهم رسم سيناريو التنفيذ الرقمي بحرفية، بما يضمن تفاعل وفعالية المتعلم عبر المنصات التعليمية الرقمية، ويحقق الأهداف المنشودة والمرتبطة قطعاً بالخبرات التعليمية المتضمنة بالأنشطة التعليمية الرقمية.

والدولة المصرية لم تدخر جهداً في توفير متطلبات المنصات الرقمية وتنوع أنماطها لتغطي ربوع القطر المصري؛ قناعة بأن التعليم الذي يعمل على تعديل سلوك الفرد، يعد قضية أمن قومي لا جدال حولها؛ حيث الوعي بكيان وأهمية الدولة، وتعضيد المواطنة الصحيحة، وهذا ما أكد عليه فخامة رئيس الجمهورية في توجيهاته المباشرة من خلال العديد من المحافل الرسمية، بأن التعليم قاطرة التقدم والنهضة، والمنبر الذي يشكل الوعي السليم لدى أبناء الوطن الحر، الذين يحملون رايته في المستقبل.

حفظ الرحمن مصر وطننا الغالي وقيادتها وجيشها ورجال أمنها، ووفق أصحاب الرسالة السامية في أداء ما أوكل إليهم من مهام جسام في عهد الجمهورية الجديدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى