المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين.. عبارة توارثناها إلا أن من واجبنا أن نتذكرها ونعمل بها من حين لآخر.
قررت أن استغل إجازة عيد الفطر المبارك وأن اقوم بزيارة ابنتي وأحفادي في دبى أرض الأحلام في نظر الكثير من الناس ولا أنكر أن الرحلة كانت ممتعه في بدايتها واستمتعت بطقس لطيف وصحبة رائعة وبلد جميل ومضياف ومتحضر ؛ إلى أن جاء يوم 13 أبريل يوم انطلقت مسيرات وصواريخ إيران في اتجاه اسرائيل وانقلب العالم رأساً علي عقب وتصدرت أنباء الحرب كل نشرات الأخبار العالمية وانتشر الخبراء العسكريون وجنرالات المقاهي انتشار الجراد في القنوات الفضائية، وأدلى كل منهم بدلوه في المسألة ووصلت آراء بعضهم إلى حد أن الحرب العالمية الثالثة سوف تقوم بل ونهاية العالم أيضاً.
وفجأة تعلن إيران أن الأمر يعتبر في حكم المنتهي وأنه كان مجرد قرصة ودن وإوعي تعملي كده يا إسرائيل تاني.
وتصد إسرائيل وحلفائها الهجمات فتصبح مثل بمب العيد وتعلق بعض المسيرات في أسلاك الكهرباء ويكتشف العالم أن إيران قد أدخلته فى وهم كبير.
وطبعاً كنت أتابع الأخبار بحرص ومما تابعت هو أن بعض البلدان قد أغلقت مجالها الجوي وأن من المحتمل أن مصر قد تفعل ذلك وعشت فى كابوس أن أعلق في دبى لمدة لا يعلمها الا الله بتأشيرة محدودة وملابس قليلة وعملة أجنبية حددتها الدولة وكروت ائتمان ملغية أو محددة التصرف بل وأيضاً كمية دواء تكفى المدة المفترضة فقط.
كابوس بلا شك تبدد بسرعة ولله الحمد بانتهاء الهجمات الفنكوشية.
ثم يجئ الكابوس الحقيقي من حيث لا نتوقع كما يقول المثل المصري مطرح ما تأمن خاف
تضرب العاصفة الهوجاء دبى، عاصفة لم يسبق لها مثيل منذ عقود وتغرق الشوارع وتتحطم أسقف البنايات وتهدد سلامة المواطنين وحرية حركتهم وتغلق المدارس والجامعات ويعمل الآلاف من منازلهم.
ويتحول شبح الكابوس إلى كابوس حقيقي بإغلاق الَمطار وتعليق الرحلات ونعيش مع مصر للطيران فى ملحمة إهمال وفساد إذ تلغي رحلات دبي بدون إنذار بوقت كاف ، وبعد أن يصل المسافرون إلى المطار فيعلقون هناك بسبب ندرة التاكسيات ووسائل الموصلات التي تعطلت بسبب تراكم الماء وبالكاد يصل الناس إلي منازلهم أو يبيتون في المطار مفترشين الأرض.
أفلتنا من شبح الحرب العالمية ووقعنا في شباك غضب الطبيعة.
وأنا الآن في انتظار فرج الله وفتح المطار واستئناف الرحلات.
لك الله يا دبى ومنك لله يا مصر للطيران.
زر الذهاب إلى الأعلى