تحدثت فى المقالة السابقة عن النمط الثالث من الإنياجرام، شخصية “المُنجز” وتعد نظرية الإنياجرام من أفضل النظريات فى دراسة علم الشخصيات ومعرفة أسرارها وطرق علاجها، والتى تقسم البشر إلى تسعة شخصيات، لكل شخصية اتجاه معين، وطريقة تفكير وطباع معينة تميزها عن غيرها من الصفات، ليدرك كل منا نقاط القوة الكامنة لديه ليسعى فى تطويرها، ونقاط ضعفه ليسعى في تقويتها والتعايش معها، وإمكانية العمل عليها أيضًا والتي تسمح لنا أيضًا بالتوصل إلى فهم الآخرين بشكل أفضل وإلى اكتشاف بدائل لطريقة تصرفاتنا وسلوكياتنا الحالية.
والنوع الرابع من أنماط الإنياجرام هي شخصية المتفرد أو الرومانسي، وهو شخص يحافظ على مذاقه الخاص وهويته، شخص حساس وكتوم، مبدع وملهم ورومانسي، أصيل، متفرد، متميز، غير مكرر، ويظهر ذلك في طريقة كلامه وأفعاله وأفكاره، دائم التعبير عن نفسه بشكل كبير، ويحمل مشاعر صادقة، يتصف بالوعي الذاتي بمشاعره وسلوكياته قادر على التجديد من نفسه وتطويرها، يؤمن بالتفرد، ينجذب إلى البعيد والغير متاح، والاستفادة من تجاربه وخبراته، مختلف عن الآخرين، لديه سوداوية في التفكير والتي تجذبه للإبداع وخلق أشياء إيجابية، فالسوداوية بالنسبة له أسلوب حياة، وفي أحيان أخرى يشعر بالانفصال عن الآخرين.
يقول صاحب هذه الشخصية عن نفسه : من المهم أن أعبر عن مشاعري الحقيقية، وأن أكون صادقا وواقعي تجاه نفسي، وأشعر بالأمور حينما تكون على غير ما يرام، ولدي معنى أكثر عمقا مما أظهره للناس، كما أن ذوقي متفرد وخالي من العيوب، وأنا شخص مرهف الحس، يجد غناه ومراده في العلاقات الصادقة والأصلية مع الآخرين، ولأني أستمتع بالتعبيرات والرموز الجمالية، أميل إلى الفنون بأشكالها المختلفة، وحسي الفني استثمره في إنتاج أشياء فريدة وراقية، وأشعر عادة أن الآخرين لا يفهمونني، وأتفاعل مع ذلك بقوة من خلال التعبير عن الغضب والحزن وأشعر بالسعادة الغامرة حينما أكون متميزًا ومتصلًا بعمق مع مشاعري وذاتي، وأعاني من المواقف المحزنة في حياتي، ففي الواقع من صفاتي الشعور بالحزن والاكتئاب، وعادة ما أشعر بالملل والبعد عن الأشياء غير الجذابة.
وتكمن الرغبة الأساسية لشخصية المتفرد فى أن يجد نفسه ويصنع بصمته الخاصة فى الحياة، والخوف الأساسي لديه الأ يكون بلا هوية أو بصمة شخصية، ومن إيجابيات شخصية المتفرد، الإبداع وطلاقة التعبير، الحيوية، صادق مع نفسه، مبدع، ملهم، رومانسي، حماسي، لديه حس مرهف، معبر، حساس، مرح أحيانًا، يحب المزاح، قادر على إيجاد معانى عميقة للحياة، يقيم علاقات بسهولة مع الآخرين، كما أنه قادر على خلق علاقات حميمية ودافئة مع الأشخاص، يعجب بكل ما هو صادق ونبيل في الحياة، ومن سلبيات شخصية المتفرد، التمحور حول الذات، حدة الانفعال، الافتقار للهوية الواضحة المستقرة، النظرة السلبية للنفس، لديه تدنى خطير لاحترام الذات، شخص متلون، يحمل العديد من المشاعر المتقلبة، الانغماس في الأهواء والملذات، والشعور بالذنب، الشعور بالازدراء والترفع عن طرق المعيشة التقليدية، لديه شعور أنه محرومًا ومعيبًا.
ونصيحة علماء النفس لشخصية الرومانسي “المتفرد” تتلخص في : لا تبالغ في الاهتمام بمشاعرك فهي ليست مصدرا صحيحًا يمكن الاعتماد عليه وأنت تعرف ذلك جيدًا، فتذكر أن من الأخطاء الأساسية التي يقع فيها الشخص المتمرد هو أنه يرى نفسه من خلال مشاعره، فالمغالطة الكبيرة تحدث حينما يريد الرومانسي أن يفهم نفسه من خلال مشاعره خاصة المشاعر السلبية قبل القيام بأي عمل، ولذا تذكر جيدًا أن مشاعرك تخبرك بشيء عن نفسك وحالك في لحظة.
