سهله المدني تكتب.. “شموع تحترق في الظلام”
شموع تحترق في الظلام و يمكن أن تكون الشهرة هي بوابة لجعلك ترى كل شيء بصورة لا يراها غيرك، و أن ترى صورتك في أعين العالم بصورة تختلف عن الصورة التي يراك فيها محطيك فهذا بمثابة قوة بالنسبة لك لأنك تهرب من واقعك إلى واقع لم تكن تعرفه من قبل، وكأنك تصنع مجد وقوة من خلال نظرة العالم لك.
والشهرة التي كنا نعرفها في الماضي هي لها قواعد و أساسيات وهي أن تمتلك الموهبة التي تجعلك أهل لذلك حتى وإن أخترت أن تكون في طريق الخير أو الشر فأنت تمتلك موهبة وستقدمها للجمهور ، و أن يكون لديك قبول ورسالة في المجتمع، و عندما ترقص فأنت ترقص ولكنك مع ذلك تقدم رسالة من خلال رقصك أما أنها معاناة امرأة مع إهمال زوجها لها و بتلك الرقصة وليس إظهار لمفاتن جسدها وعندما تعري المرأة جسدها في مشهد فني فهي بذلك تتحدث بأن قلة الدعم والفقر الذي تعاني منه المرأة عندما تكون وحيدة يجعلها ذلك تعري جسدها للحصول على وظيفة تتطلب ذلك ، وعندما ترسم لوحة فأنت لا ترسم لوحة فقط بل لأنك ترسم معاناة طفل فقد والديه وأصبح وحيد في العالم و أنت ترسم ألمه وحزنه في لوحتك.
وعندما تغني ليس لكي تثير رغبة جنسية بل لكي تتحدث عن حب الوطن وتتغزل في جماله وما قدمه لك، وعندما تكون صحفي وكاتب فهذا لا يعني بأنك مرتزقة تبيع قلمك لمن يدفع ثمن أكثر وتبيع الشهرة للفنانات مقابل لحظة جنسية أو مقابل مادي فهذا بعيد جدا، و لذلك الشهرة في الماضي كان كل شيء يفعل له قواعد و أساسيات لا يمكن أن يتجاوزها كان هناك من هو يدخلها من أجل رسالة وفن وكان هناك من يدخلها وليس لديه هدف ورسالة ولكن يدخلها من يمتلك موهبة ، وكان هناك من يدربك ويعلمك ويشرف على تقديم موهبتك للجمهور ويتنبأ بأنك ستكون نجم قبل أن تكون نجم.
وتعمل لسنوات كبيرة لكي تثبت وجودك وعندما تصعد على بوابة القمة تصعد عليها دون أن تسقط لأنك تعرف ما تريده وما تؤمن بأنك ستصل له أما في وقتنا الحالي كل شيء تغير نعم وتحول إلى ألم وحزن ودمار لم نكن نعهده من قبل، و عندما ترى من لا يملك موهبة يجب أن تصفق له وهو لا يستحق ذلك نعم ذلك يجعلك تقف وأنت لا تعلم هل أنت في الواقع ام إنك في سراب.
وقد وصف الشاعر أحمد شوقي الشهرة :
تغطي الشهرة على العيوب ، كالشمس غطى نورها على نارها.
وهذا يحدث في الشهرة مثل ما ذكر الشاعر العيوب التي فيها لا تراها وكأنك لا عيون لك وكأنك أصبحت أعمى ونورها الذي يشع يجعلك لا ترى الغرق والخسارة نعم وكأنك ترقص فرح دون أن ترى الألم والعيوب التي فيها.
وقال شكسبير:
لا يمكنك تسلق سلم النجاح، وأنت ترتدي زي الفشل.
ومثل ما ذكر الكاتب شكسبير كيف ستنجح وأنت لا زلت ترتدي زي الفشل ولم تخرج منه لذلك لن تنجح، لذلك في الماضي كنا نجد كل من أختار مجال سياسي أو فني أو قانوني أو صحفي يرتدي زي النجاح ويثق في موهبته وقدرته على النجاح حتى وإن خسر وكان الفشل صديقه فهو يثق بموهبته وأنه سيصل لما يريده.
وسنكمل ما بدأنا فيه في الجزء الثاني ولكم جزيل الشكر.