مقالات

محمد مهران يكتب .. ” مولده كان مولدنا “

مولده صلى الله عليه وسلم  كان مولدنا

 

صبح الهدى ملأ الوجود سروراً

لما بدا وجه الحبيب منيراً

أطلعت يا شهر الربيع مشرفا

قمرا يفوق مع الكمال بدورا

شهر الربيع أتى بمولد أحمد

ولقد أتانا بالهناء بشيرا

وترنم الأطيار عند ظهوره

فرحا ومال الغصن منه بدورا

وأتى النسيم مبشرا ومعطرا

بقدوم أحمد في الأنام نذيرا

والحور في غرف الجنان تباشرت‌

وقضت بميلاد النبي نذورا

لما بدا وجه الحبيب تلألأت‌

كل البقاع وقد نطقن شكورا

ورأته آمنة يسبح ساجدا

عند الميلاد إلى السماء مشيرا

وانشق إيوان لكسرى جهرة

وغدا حزينا في الأنام كسيرا

وتساقط الأصنام عند ميلاده‌

وتصعد الكهان منه زفيرا

لما تشفع آدم من ذنبه‌

غفر الإله له وكان غفورا

وكذاك نوح في السفينة قد نجا

بمحمد فاسأل بذاك خبيرا

لولاه ما كان الكليم مخاطبا

في الطور لما أن أراد أمورا

لولاه ما رفع المسيح إلى السما

ولينزلن مجاهدا ونذيرا

والأنبياء جميعهم قد بشروا

بولادة أحمد موردا وصدورا

طفئت به نار المجوس تذللا

وغدا به صيب الغمام مطيرا

أخبار أحمد في الكتاب تواترت‌

ولقد أباح بسر ذاك بحيرا

بشراكم يا أمة الهادي فقد

نلتم بطه جنة وحريرا

صلى عليه الله ربي دائما

ما دامت الدنيا وزاد كثيرا

 

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين .. قال ربنا في كتابه “العالمين” ولم يقل الإنس فقط ولا الجن فقط ولا الملائك فقط بل العالمين كل الأجناس الإنس والجن والطير والوحش والجماد وكل وجود أوجده الله سبحانه من علم المكنون المخزون الذي تجلى عيانا ومشاهدة وغير مشاهدة.

 فنبينا صلوات الله وسلامه وتحيته ورحمته وبركاته عليه وعلى آله السر الساري في الوجود رحمة وبلاغا ومعرفه من كل الخلق له.. فلو أنطق الله لنا الحجر لقال محمد رسول الله.

  وقد كان.. ألم يسلم عليه قبل بعثته الجبال والأحجار.. ألم يشهد له الضب وقال له أنت رسول الله .. ألم يكلم الذئب راعي الغنم ويقول له خلف الجبل محمد رسول الله .. ألم يحن له جذع النخلة الذي كان يقف عليه كـ منبر يخطب في صحابته وعندما انتقل إلي منبر غيره سمعوا صوت أنينه حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم وألتزمه وسكًنه .

فالنبي صلى الله عليه وسلم ليس بغائب كما يظن البعض بل حاضر بسر قول الله واعلموا أن فيكم رسول الله ، قال الله إن الله وملائكته يصلون على النبي فصلاة الله والملائكة والمؤمنين علي الدوام ومستمرة وكما قال النبي إن الله يرد عليّ روحي فارد عليكم السلام.

لا شك علي الإطلاق أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو مُراد الإرادة، هو أعرف الخلق بالله، أخبرنا الله على لسان المسيح عيسي بن مريم في القرآن، ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد.

قال عيسى عليه السلام على ما يدركه وقتها عندما كان نبينا صلى الله عليه وسلم في الحضرة الأحمدية فلما كان أحمد أو أفعل من كل أحد فهو إن شئت قل أعبد وقل أفضل وقل أعرف وقل أتقى وقل أنقى وقل أطهر وقل كما تقول، فمن رحمته بنا صلى الله عليه وسلم قال لا يعلم قدري إلا ربي ..  فصيره الله محمد.

وكأن الله يقول له لما كنت أحمد وأفضل نظهرك جسدا للخلق فيصير اسمك محمد حتى يحمدك الخلق على الدوام، كذا الحضرة المحمودية التي تكون عُرسًا واحتفالا واحتفاءً بسيد السادات وفخر الكائنات، ألم نقل بقول نبينا صلى الله عليه وسلم وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته؛ حقا وصدقا دليلنا على هذا كل الأنبياء يوم القيامة كما ورد في الأحاديث الصحيحة تقول نفسي نفسي ويقول نبينا أنا لها أنا لها .

 نبينا له خمسة أسماء كما أخبر عن نفسه فهو محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب وكل اسم منه لو تكلمنا فيه من مقام التجلي العرفاني لضاقت الأوراق ونفدت المحابر فهو السر الساري والمتحقق من أسماء الله الحسني.

 قال الله في جناب حضرته الطاهرة لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم.

 النبي الأمي مكتوب ومعلوم في الكتب السابقة؛ نجا نوح به لما كان في السفينة ونجا بسببه إبراهيم عليه السلام لما أُلقي في  النار ، ونجا به اسماعيل عليه السلام لما كان سيُذبح.

قال سبحانه “والله مُتم نوره ولو كره الكافرون”.

حُق لنا أن نفرح به في كل وقت وكل ساعة وكل مولد من ربيع الأنوار من خلال كثرة الصلاة والسلام عليه وعلى آله ومن إقامة المحافل وتدارس سيرته وشمائله الشريفة ومن الدروس والمواعظ وأحاديثه الصحيحة.

  فـ والله كلما استغرقت في ذاته من خلال كثرة الصلاة والسلام عليه وكلما قرأت وتدبرت وصفه كان لك السبيل والسلسبيل كان لك الترياق شعرت بوجوده.

نحن للأسف إلى الآن لم نعرف نصلي عليه.. يا ساده نبينا حاضر وليس غائب..  ألم نقول في التشهد في الصلوات السلام عليك أيها النبي. 

تُقال كلمة أيها للحاضر للذي أمامك للذي تخاطبه.

لماذا كُرًم الجنس البشري علي جميع الأجناس.

قال الله إن أكرمكم عند الله أتقاكم.

فلما كان سيد ولد آدم أتقى خلق الله وهو الذي أدًي مُراد  الحق من الخلق كُرًم الجنس كله.

في سنته وأحاديثه ترى العجب العُجاب حقا أوتي جوامع الكلم.

عندما تسمع أهل الاختصاص في كل فن من الفنون تغرف من روحه وسيرته المتدفقة سواء في الطب أو في علم الاجتماع أو في الحرب أو السلم إلخ….

 فعلينا أن نقترب من ذاته بمعرفته وكثرة الصلاة عليه لأنه مصدر النور الذاتي من الله ألم يقل الله يُعطي وأنا قاسم.

  علينا أن نجعل لنا قسمه من قسمته فهنيئا لمن نظر إليه النبي صلي الله عليه وسلم فإنه لا يشقي في الدنيا ولا الآخرة، وكما يقولو أهل الله إن من الناس من يذهبوا لزيارة الرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الناس من يزورهم الرسول صلى الله عليه وسلم.

  لابد أن نفرح به وليس المهم أن نفرح به وحسب، بل نسأل الله أن يفرح بنا صلوات الله وسلامه وتحيته عليه وعلى آله.

قال الله لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين.

كثير من المفسرين قالوا النور هو النبي صلي الله عليه وسلم.

فعلينا أن نقترب من النور لأنه مصدر السرور و الحمدلله على هذه النعمة، فبه كان مولدنا.

فكيف كان لنا أن نتعرف على الله  إلا من خلال المنهج ومن خلاله، فأبى الله سبحانه وتعالى أن يدخل عليه أحد من عباده إلا من خلال النبي، حتي قال وعزتي و جلالي لو أتوني من كل طريق واستفتحوا من كل باب لما فتحت لهم حتى يدخلوا خلفك.

 فهو باب الله الأعظم وهو الضامن الوحيد، وعلينا بوراثة المُحققين الذي يدلون ويحثون على قربه ؛ فكلما اقتربت من طاقة النور أصابك من الخيرات ما قدره لك من نعيم.

أجمل ما فينا أن سيدنا محمد نبينا فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.

 

وكل عام والأمة الإسلامية بخير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى