مقالات

أحمد مهران يكتب.. “طالبة المنصورة” ضحية مجتمع قدوته فنان عريان أو تريند وقح

قُتلت الطالبة ” نيرة أشرف” بواسطة شاب تشبع حتى النخاع بأسوأ ما في المجتمع من أخلاق مستخدمًا سلاح أبيض وفن هابط ودعوة دينية غائبة شغلها الشاغل الرد على الاختلافات والشبهات وتركت ثوابت الدعوة ومكارم الأخلاق والنصح والإرشاد وتعليم اقتصر على التابلت والبابل شيت والدرس الخصوصي .

أداة قتل طالبة المنصورة لا تقتصر على “سكين” استخدمها طالب جامعي معبأ ذهنيًا بثقافة الانتقام والبلطجة والإجرام مما يراه ولا يرى سواه في شاشات السينما والتلفزيون ..ليخرج بعدها الذين يدّعون أنهم فنانون بأن ما يقدموه نقل للواقع..ما رأيكم الآن فيما حدث؟
هل هذا هو الواقع والعادي أم هذه بضاعتكم التي قدمتوها للمجتمع ولشباب البلد؟.

الجريمة لا تختفي من أي مجتمع لأن الخير والشر موجودان بالفطرة..لكن عند النظر لنوعية الجريمة وجرأتها ووقاحة ودناءة سببها نعلم مباشرة أن الانحدار الأخلاقي في المجتمع بفعل فاعل .

تربص هذا القاتل ومطاردته لها لم تأتي من فراغ أو خيال أو فكرة وقتية..بل هو إرث تم تكوينه داخله وأصبح هو الحل كما يُعرض ويُقدم له من “القوى الفاسدة” وليست الناعمة.

ذنب هذه الفتاة وذنب أهلها يقع في رقبة مؤسسات دينية وفنية وثقافية وتعليمية ورقابية وإعلامية غفلت عن دورها وتغافلت عنه ولم تقم بواجبها ، بل وتمعنت في البحث وراء الإلهاء والشو والظهور الفارغ الكاذب الذي لا يمهد لأي توعية.

وزادت الطينة بلة حالة الأسرة المصرية التي أصبحت أبرز صفاتها التفكك والتشرذم وكلٌ يبكي على ليلاه..لا أب ملتفت لأبنائه ولا أم حافظة لأبنائها والأخوة لا يعلم أحدهم ماذا يفعل أخيه أو أخته .. والتوحد والتجمع فقط على الهاتف المحمول لمتابعة أخبار خادشة فاضحة لأسرار البيوت يتعمد من ينشرها الوصول للتريند وتحقيق أعلى مشاهدة وأعلى ربح حتى ولو على حساب البلد بأكملها.

قُتلت طالبة المنصورة بعد أن قُتلت كل قيم المجتمع وعاداته وتقاليده وأعرافه وسادت أبواق أصحاب الفكر العقيم واللسان المحشو بالتدليس والكذب وأصبحت مادة الدين في التعليم تحصيل حاصل .

طالبة المنصورة ضحية قاتل سيأخذ عقاب فعلته في القضاء..لكن بعد الغدر بهذه الفتاة من المجتمع وممن يصفون أنفسهم بأنهم نخبة فنية ثقافية تنويرية دينية ولا تكاد فضائية واحدة أن تخلو من غثائهم وصياحهم وإصرارهم على القضاء على أعراف وثوابت الأسرة والمجتمع..هل سنرى استفاقة أو خطوة للأمام لتصحيح بوصلة المجتمع وتوعية الشباب بأخلاق الدين وتعاليم الإسلام والمسيحية دون الدخول في القضايا العلمية التي لا مكان لها مع العامة؟.

هل ستقوم مؤسسات الدولة التعليمية والفنية والثقافية بالرقابة على محتوى الأعمال وردع من تسول له نفسه باللعب بمقدرات الدولة وشبابها؟.

نتمنى أن يظل مشهد قتل ” نيرة أشرف” عالق في عقول مصر كلها كبيرها وصغيرها ربما يستيقظ الضمير وتضئ العقول.

رحم الله “نيرة أشرف” وأدخلها جنته ..ونسأل الله لأهلها الصبر والسلوان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى