د.سلمى النجار تكتب.. القتل المصحوب بالغطرسة والجهل لـ”فتاة المنصورة”
ينتشر العنف العشوائي في كل مكان حولنا الآن من اغتصاب ومشكلات زوجية تنتهي بالقتل وخطف وتخدير وردع بالسلاح وانتهت اليوم بإرهاب فردي لأنه منطوي على عنف وتهديد بالعنف وانتهت بقتل عمد في وضح النهار.
قُتلت فتاة جامعة المنصورة بالطعن والذبح في صباح اليوم وتُدعى “ن.أ” طالبة بكلية الآداب جامعة المنصورة على يد زميلها “م.ع” بعد نزولهما معًا من الأتوبيس أمام بوابة توشكى بعد مشادة كلامية بينهما وبعد تنفيذ جريمته، قُبض عليه بمساعدة الأهالي، هذا ماروته الأخبار وما نقله العابرون، وبعد التحقيقات التي مازالت جارية تلخص السبب في “رفض الزواج”…عرض الجاني على المجني عليها الزواج أكثر من مرة، ومضايقات وتهديدات عبر الانترنت وتهديد بالقتل إن رفضت الزواج منه، وحل سلمي من أهل الطرفين بأن يبتعد عنها، ولكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل طعنها غدرًا على مرمى من الجميع، وكأن الزواج إجباري والقتل متاح لمن يرفض.
ما الذي دفع بشاب بعمر الواحد والعشرين من القتل العمد بهذه الصورة لدرجة الطعن والذبح وبصورة سريعة جدا في غضون ثواني وكأنه مجرم سبق له القتل العمد من قبل، هل حمل السلاح الأبيض بسهولة لهذه الدرجة لطالب من المفروض طالب جامعي متعلم، هل سن العشرينات يُسمح لشبابه بالتفكير بهذه الطريقة العدوانية، والتهديد بالقتل لها ولأسرتها إن صممت على رفض الزواج منه!.
من الواضح أن تربية الأهالي لأبنائها بأن كل ما يريده من حقه، ظن بأن الرفض من قِبل الفتاة إهانة له وليس حق من حقها، تتكالب الأسر على التعليم ونسيت الدين والتربية قبل التعليم، هل عدم إضافة الدين للمجموع أزاله من التعاملات اليومية والمعاملات الإنسانية!.
ما سبق أسئلة نحتاج إلى أجوبة عليها، عالم الجريمة موجود من قديم الأزل، ولكن الفترة الأخيرة تعدى الحدود الممكنة وأسبابها دوافع مرضية للقتل مبنية على غرور النفس الزائف والغطرسة والبلطجة كما يُصدر لهم في أغلب المسلسلات والأفلام وأغاني المهرجانات الشعبية، تتصنف أغلب قضايا القتل الآن تحت المرض النفسي وتعاطي المخدرات، ولكن في الواقع تعدت الأسباب لأكثر من ذلك، فحتى إن أثبتت التحاليل الخاصة بالجاني من تعاطيه للمخدرات وتحديدًا للأستروكس، فلن يهرب من جريمته والتي نشر بها الذعر لطلبة جيله.
رحم الله المجني عليها وصبر أهلها وأدام عليهم نعمة العقل بعد ما رأوه في ابنتهم ولم يتوقعوه، ونطالب الأزهر الشريف بحملات توعية أخلاقية ودينية لطلبة الجامعات والمعاهد، ونتمنى تدخل الشرطة بالردع والموقف الحاسم لكل من يحمل سلاح، ومطالبة القضاء بالحكم الرادع له بالقصاص، ومحاولة تشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم لزيادتها في الفترة الأخيرة في جميع محافظات مصر وخاصة بمحافظة الدقهلية التي انتشرت بها جرائم القتل للزوجات والأبناء وانتهت بفتاة اليوم.