مقالات

السودان في قلب القاهرة.. تاريخ طويل من التبادل و الحضور الفني لأبناء النيل

السودان / أحمد إبراهيم

بهذه الكلمات الشعرية “يا جاي من السودان لحد عندنا … بالتمر من أسوان والقلة من قنا … يا نعمة من السودان بعتها ربنا … ومن عمر الزمان وأنت بقلبنا” من اغنية النيل في فيلم بشرة خير التي قام بنسجها الشاعر جليل البنداري و ألحان حسن أبوزيد و غناء الفنانة شادية يتضح لنا قدم و عمق التداخل الفني و الثقافي بين مصر و السودان .

فلم تكن 15 أبريل 2023 هي الدافع الأول لوجود الفنانين السوداني بفنهم في قلب القاهرة و ان كانت هي سبب الظهور الكثيف و الواضح للفنانين السودانيين من خلال الفعاليات المختلفة .

على سبيل المثال و ليس الحصر نجد المخرج السوداني ابراهيم خان الذي ولد في السودان و عمل بالإذاعة القومية السودانية ثم انتقل الى القاهرة في 1954م للدراسة ثم عمل في السينما و ابدع فيها و كذالك المخرج سعيد حامد الذي قام بإخراج عدد من الأعمال السينمائية مع نجوم السينما المصرية من أبرزها (طباخ الريس _ يا انا يا خالتي _ صعيدي في الجامعة الأمريكية .. و غيرها من الأعمال) .

الممثلة فائزة عمسيب و الفنانة نواعم من كبار الفنانات السودانيين الذين شاركو بالتمثيل في السينما المصرية من خلال فيلم (عرق البلح _ عسكر في المعسكر) .

اما جواهر التي اخترقت مسامع المصريين بصوتها و أغانيها التي توجت ببطولة(حماده) كذالك ستونا رحمها الله كانت جزء من طقوس الأفراح المصرية و تم نعي خبر وفاتها على عدد من الفضائيات المصرية بينما لم تحظى بالقليل من ذالك في الاعلام الرسمي بالسودان .

كما كان الفنان الكبير سيد خليفة بوابة تواصل مفتوحة ما بين مصر و السودان و كذالك الوطن العربي من خلال اغنياته التي مازالت معروفة في مصر و عدد من الدول العربية بل تم إعادة إنتاجها بشكل جديد بمشاركة فنانين عرب مثل فرقة ميامي الكويتية “ازيكم كيفنكم … المامبو السوداني” و هي من أشهر اغنياته ، كذالك جمعت الفنان سيد خليفة صداقة قوية مع العندليب عبدالحليم حافظ من قبل بدايات حليم الفنية .

اليوم اصبح هناك وجود ضخم للفن و الفنانين السودانيين بمصر يتفاعلون من خلال الفن السوداني و كذالك بعض الاندماج في الفن المصري و قد يبدو ذالك أكثر وضوحا في مقبل الفترات القادمة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى