مقالات

حلقة الدحيح …. ونظرة على الثقافة التأمينية

كتبت: مروة البرتقالي

عرض صانع المحتوى الشهير أحمد الغندور أو المعروف باسم الدحيح حلقة منذ أيام عن التأمين، واستمتعت بطريقة عرضه لمعلومات عن التأمين ونشأته التاريخية والهدف منه وكيف تطور إلى أن وصل إلى ما هو عليه، مثل الإشارة إلى ظهور فكرة التأمين على السفن قبل 3000 او 4000 قبل الميلاد، حيث يحصل البحار على قرض بضمان السفينة، فإن عادت السفينة يسدد الملبغ، وإن لم تعد لا يسدد، كما سلط الضوء على وثيقة حمورابي التشريعية عام 1772 قبل الميلاد التي نصت على تعهده كحاكم بسداد ديوان أي شخص تعرض لإعاقة أو لكارثة، بجانب بعض المعلومات الطريفة مثل التأمين على بعض أجزاء الجسم كتأمين عارضة الأزياء والممثلة الأميركية هادي كلوم على سيقانها ب2.2 مليون دولار .

كما تطرقت الحلقة إلى نشأة التأمين في العصر الحديث في القرن السابع عشر وبالتحديد في مقهى ليودز في لندن والذي كان يمتلكها ادوارد ليودز، والذي استطاع استغلال الحشد الكبير من التجار والموظفين وعمال الشحن والبحارة لعمل ليودز نيوز عام 1696 نشرة أخبار للملتقى ونشاطاته وأخباره حيث احتوت معلومات عن كل سفينة -حمولتها ووجهتها ومخاطر الطقس-، وبدأ يقوم التجار بتحمل مخاطر رحلات هذه السفن، فإذا وصلت السفن بسلام تتوزع عليهم الأرباح، وإن غرقت تتوزع عليهم الخسائر، وهذه الممارسة حولت مقهي ليودز إلى شركة ليوزد إحدى أكبر شركات التأمين العالمية حاليًا.

وأبرزت الحلقة في النهاية أهمية التأمين بشكل مبسط كونه يقدم رهان مستقبلي في حالة حدوث المخاطر يجعلك في أمان وتستطيع التعامل معها، ويعطيك أشبه بالمسكن لهذا القلق من حدوث المخاطر .

هذه الحلقة لفتت انتباهي إلى أهمية التوعية بالتأمين بين المواطنين، وضرورة غرس الثقافة التأمينية بين الجميع خاصة ممن ينقصهم الكثير من المعلومات عن هذه الصناعة الهامة في المجتمع، ويجب أن تلعب وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في تشكيل الإدراك والوعي عن الخدمات التأمينية، وذلك من خلال ما تقدمه من معلومات وبيانات عن الأخطار التي قد يتعرض لها الأشخاص والممتلكات والتغطيات التأمينية التي تطرحها شركات التأمين والتعويضات التي تسددها للعملاء، لما تمتلكة وسائل الإعلام من قدرةعلى تشجيع الأفراد على الإقبال على الخدمة التأمينية والثقة في شركات التأمين.

وفي هذا الصدد يقوم الاتحاد المصري للتأمين يجهود لا يمكن انكارها عبر نشر معلومات وبيانات صحفية فى مختلف وسائل الإعلام بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور الذى لم يصله المنتجات التأمينية، وبث رسائل إعلامية متميزة من خلال اللقاءات والحوارات لإبراز الدور الحيوى والهام لصناعة التأمين فى حماية الأفراد والمجتمع من المخاطر، كما نفذ بروتوكول تعاون مع مؤسسة أهل مصر للتنمية للتوعية ضد مخاطر الحروق ، ويقوم البروتوكول على 3 ركائز هى، التعاون بين الطرفين للحد من حوادث الحروق عن طريق رفع الوعى الوقائى للمجتمعات المستهدفة من اصحاب الورش والعامليين بها،وإقامة انشطة فى مناطق تجمع الورش داخل المناطق السكنية والاكثر عرضة للحروق،و نشر الوعى بين الأطفال عن طريق أدوات تفاعلية وسهلة ليكون لديهم القدرة والوعى الكافي لتجنب مخاطر الحروق ومسبباته، كما وضع الاتحاد المصرى إستراتيجية لتقديم كل وسائل الدعم الممكنة لتشكيل الصورة الذهنية لصناعة التأمين المصرية عبر توظيف جاد ومؤثر للتوعية التأمينية على شبكات التواصل الاجتماعى، واستخدام التطبيقات الحديثة لوسائل الاتصال الرقمى ، وتفعيل التواصل الدائم والمستمر مع مختلف وسائل الإعلام لتوصيل رسالةإعلامية ذات مصداقية فى المحتوى والمضمون، التعاون مع القائمين على صناعة التأمين والجهات الخارجية ذات الصلة بها لدعم الصورة الايجابية عن التأمين، وإجراء العديد من الدراسات والبحوث والاستطلاعات لمعرفة آراء الجمهور عن التأمين وشركاته وخدماته، ونشر العديد من المعلومات عن التأمين وذلك من خلال النشرات الاسبوعية التى يصدرها الاتحاد المصرى للتأمين.

ولا ننسى الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه شركات التأمين وإعادة التأمين المرخص لها في هذا المجال. ويمكن لهذه الجهات أن تُشارك في تنمية الثقافة التأمينية بطرق متعددة، ومن ذلك الإعلان عن مفهوم وأهمية التأمين في الصحف والمجلات المحلية والقنوات الإذاعية والفضائية وعلى الطرقات، كما يمكنها إصدار وتوزيع الكتيبات والمطبوعات التوعوية والتثقيفية في فروع التأمين المختلفة، وكذلك عقد محاضرات ودورات مكثفة في التأمين، ويمكنها أيضاً استغلال مواقعها الإلكترونية على شبكة الإنترنت لتحقيق هذا الهدف.

 

– نائب مدير إدارة التعويضات العامة بشركة مصرللتأمين التكافلي
-عضومعهد شارتيرد للتأمين بلندن

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى