أحمد مهران يكتب..قول رأيك واعترض من غير “شرشحة”
سادت موجة وهوجة وسيل جارف من” الشرشحة” على مواقع التواصل في حالة يعتبرها بعض الشاكين والشاكيات من ارتفاع الأسعار وفي ظن منهم غير مقصود أو مقصود بأن هذا الأسلوب “تعبير عن الرأي”.
والأكيد أن أعداء الوطن تلقفوا تلك الفيديوهات وأوجدوا لها صفحات على السوشيال ميديا متخذين منها ذريعة ووسيلة لزعزعة استقرار البلد وتأليب الرأي العام على النظام.
ودون مواربة هذا ما حدث ويحدث بالفعل للأسف .
لك الحق في أن تشكو من ارتفاع الأسعار والشكوى من ضيق الحال، ولكن ليس لك أي حق أن تظهر بشكل “شرشوح أو شرشوحة” لأن هذا الغثاء لن يساهم في حل إلا في إظهار وطنك بشكل سئ.
العالم بأجمع يشكو من موجة الغلاء وارتفاع الأسعار في السلع الأساسية ولكننا لم نشاهد أي فيديو على مستوى العالم “بيشرشحوا” فيه إلا من ولاد بلدنا.
الحكومة بكل هيئاتها وأجهزتها تتخذ خطوات فاعلة وناجزة في مواجهة ارتفاع الأسعار والأجهزة الأمنية لا تكف عن حملاتها التموينية والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه احتكار السلع أو الاستيلاء على السلع المدعومة أو من يبيع بأزيد من السعر المحدد.
بالإضافة إلى أن الحكومة تواجه جشع مجموعة من التجار وأصحاب يد عليا في إنتاج السلع ليس لهم ضمير ولا شرف ولا هدف لهم إلا ملئ جيوبهم وحساباتهم البنكية على حساب الوطن والمواطن.
القيادة متمثلة في الرئيس أصدرت قرارات صارمة لحلحلة الأمر وداعمة للمواطن ولا يسقط من هم أولى بالرعاية عن نظرها .
القوات المسلحة وصندوق تحيا مصر والجمعيات الأهلية تجوب البلاد بالبضائع والمواد الغذائية لكل مواطن أولى بالرعاية.
لذا.. فإن “الشرشحة” لا داعي لها طالما الدولة تعرف وتشعر بالمشكلة وتعمل على حلها.
إسقاط البلد في دوامة وفوضى هدف من يروج لهذه الفيديوهات وإن كنت تعتقد أيها المواطن الغلبان أنك عندما تبث فيديو “تلطم فيه وتولول” ده تنبيه للدولة أو إيصال رسالة بحالتك فكن متأكد أن هذا الأسلوب يأكل ويشرب عليه أعداءك وأعداء استقرار الوطن .
الدولة غير منفصلة عن الواقع، وتعلم وتعيش واقع كل مواطن وتتحرك طبقا للإمكانيات المتاحة ولن تتركك مهموم.
وأعلم تماما أن المواطن في العالم يعيش أزمات بمختلف الأنواع لكن هناك أدوات محترمة للتعبير عن الشكوى والاعتراض وليس من باب “إفضح نفسك وبلدك وسلمها للجماعة المارقة”.
أخيرًا .. المواطن له حق الشكوى والاعتراض والمطالبة بتحسين الأمور لكن بعقلانية وأدب لأن مصر أكبر منك ومن أي شخص.