هند هيكل تكتب :إنياجرام الشخصية- الباحث
تحدثت فى المقالة السابقة عن النمط الرابع من الإنياجرام، شخصية “المتفرد” وتعد نظرية الإنياجرام من أفضل النظريات فى دراسة علم الشخصيات ومعرفة أسرارها وطرق علاجها، والتى تقسم البشر إلى تسعة شخصيات، وثلاث مراكز رئيسية، لكل شخصية اتجاه معين، وطريقة تفكير وطباع معينة تميزها عن غيرها من الصفات، ليدرك كل منا نقاط القوة الكامنة لديه ليسعى فى تطويرها، ونقاط ضعفه ليسعى فى تقويتها والتعايش معها، وإمكانية العمل عليها أيضًا والتى تسمح لنا أيضًا بالتوصل إلى فهم الآخرين بشكل أفضل وإلى اكتشاف بدائل لطريقة تصرفاتنا وسلوكياتنا الحالية.
يتميز الباحث أو المُفكر النمط الخامس من أنماط الإنياجرام التابع لمركز العقل، بأنه شخص مبتكر ومخترع، محلل بارع، وموضوعي، متعطش دائم للمعرفة والمعلومات، يقظ ومحب للاستطلاع، انسحاب عاطفي من المشكلات للاختلاء بالنفس وإعادة التفكير في التجربة، في حالة تأهب دائم، ذو بصيرة وفضول، صاحب بصيرة ثاقبة، وهو قادر على التركيز والتطوير في تنمية الأفكار المركبة والمهارات المعقدة، شخص مستقل، ويمكن أن يصبح مشغولًا بأفكاره واعتقاداته الخيالية، مما يؤدي إلى أن يكون شخصًا منعزلًا وانفعاليًا ومتوترًا، التركيز المكثف يقوده إلى اكتشافات وابتكارات رائعة، شخص غير منشغل بمشاكله الحياتية والعملية، يقضي معظم وقته في تحصيل وتنمية المهارات والأفكار التي يؤمن أنها ستجعله يشعر بالثقة والكفاءة، ويريد المحافظة على كل شئ تعلمه من خلال التفكر فيه دومًا.
يقول صاحب هذه الشخصية عن نفسه : أنا باحث عظيم، مطلع ومحب للقراءة، لدي معرفة عميقة بعملي وما أؤديه، أركز على الحقائق، وأسعى للمعرفة وخاصة في المجالات التي أفضلها، ومن المهم أن يكون لدي المعلومات الكافية لفهم الأهداف التي ساقوم بتحقيقها، تدفعني رغبتي بالشعور بأنني خبير في كل ما أفعله أو أتحدث عنه إلى تجنب تجربة أمور جديدة أو مواقف معينة، مما يؤدي إلى أضاعة الكثير من الفرص، وأحب دائمًا أن أفهم المواضيع المطروحة أمامى بعمق، كما أؤدي بصورة أفضل عندما أقوم بالمهام الموكولة إلى وأنا وحيد، ولدى مكتبة ضخمة من المعلومات وأتصرف مثل العلماء، وأنا شخص يستطيع تحليل الأمور جيدًا، وأحب أن أكون وحيدًا لإعادة شحن طاقتى مرة أخرى، وأستمتع برصد المواقف بدلًا من أن أكون في خضمها، ولا أحب أن يحملني أحد الكثير من الالتزامات، وأحب التفكر والتأمل في تجاربي حينما أكون مع نفسي، حيث أستطيع أن أفهمها جيدًا وأستوعبها وأقوم باستعادة ذكرياتها مرة أخرى، وبسبب أن لدى نشاطًا عقليًا مرتفعًا، لا أملُّ أبدًا حينما أكون بمفردي، وأفضل نمط العيش البسيط غير المعقد، وأن أكون مكتفيًا ذاتيًا قدر الإمكان.
نقاط القوة لدى شخصية الباحث أو “المُفكر” تتلخص في جمع المعلومات وربطها ببعضها البعض، كما أنه يقدر المعرفة والفهم والبصيرة، لأنه يبني هويته الشخصية حول “امتلاك الأفكار”، لديه حالة من الخصوصية عالية جدًا، سهل التحكم في مشاعره وانفعالاته، لديهم ثلاث قيم واضحة جدًا في شخصيتهم هى المعرفة، التحكم الذاتي لديه عالى، والخصوصية، يتحرك من معتقد أن العالم مكان مربك ويحتاج إلى شئ من الخصوصية، عندما يخرج هؤلاء من دائرة المنطق أو الخبرة التي يتمتعون بها، يدخلون في حالة من الفوضى الذهنية التي تتطلب منهم الانسحاب المؤقت، إلى أن يشعروا بأنهم مستعدون، وعندما يبدؤون بالتواصل، يدركون أن التعامل مع العالم والأشخاص الموجودين فيه غالبًا ما يكون أفضل معلم، كما أن الباحث أو المُفكر يصرف انتباهه للأشياء الاستثنائية والنادرة، التي يتجاهلها الناس عادة وتتصف بالغموض والألغاز والغرابة والروعة والتي لا يمكن لأحد أن يفكر بها، مثل اكتشاف مناطق غير معروفة، أو حل لغز محير، أو صناعة شئ لم يسبق لأحد وأن فعله.
تتلخص مشاكل شخصية الباحث في الشعور بالغربة والاختلاف والوحدة، شخصية متوترة وانفعالية، منعزل ومنطوي، إنكار المشاعر والعلاقات، يكمن الخوف الأساسي لدى شخصية الباحث في انعدام الفائدة وعدم القدرة على المساعدة، والرغبة الأساسية لديه تكمن في القدرة على المساعدة والكفاءة في العمل، وعندما تتعرض شخصية الباحث للضغوط والتوترتصبح نشيطة ومنتشرة متل النمط سبعة بينما عندما تتعرض هذه الشخصية للتكامل والتطور تصبح أكثرثقة وحسم مثل النمط ثمانية، يكمن الوجه الآخر لشخصية الباحث مع الجناح أربعة: “الثائر” والجناح ستة: “حلال المشاكل”.
وتتلخص نصيحة علماء النفس لشخصية الباحث في العبارة الأتية : “عندما تكون وسط مجموعة من الناس، قاوم رغبتك بأن تخبر الآخرين بمعارفك ومعلوماتك، وبدلًا من ذلك أخبرهم عن أهميتهم بالنسبة لك”.