مقالات

أحمد مهران يكتب.. نشر الفضيحة وهدم للـ”الحياة الكريمة”.. وهوس “الترند”

 

تسيطر على بعض الصحف والمواقع الإخبارية في وقتنا الراهن حالة من الهوس بسبب التنافس لتحقيق أعلى المشاهدات والانتشار الواسع والتواجد حيث تكون الفضيحة والمصيبة.. لا تتعجب ولكنها الحقيقة.

وفي وقت تسعى فيه الدولة بكل أجهزتها لتحقيق “حياة كريمة” وتنمية وعي المجتمع ورفع المستوى الفكري والأخلاقي لأبناء المجتمع، تسير تلك الوسائل الإعلامية عكس التيار بنشر وبث الفضيحة ونبش المستور وعرض محتوى عبر السوشيال ميديا غير مسؤول وغير مقبول وبلا فائدة ولا هدف ولا حصيلة سوى تصدير صورة سيئة للمجتمع وهدم للـ”الحياة الكريمة” بمعاول شديدة التأثير؛ بغرض كسب “تفاعلات” غالبيتها تحمل النقد والتهكم على المحتوى المعروض ولكن البعيد- جلده تخين- لا يرجع ولا يرتدع بل يعتبره انتصارًا ونجاحًا.

لن أرتدي ثوب المُصلح ولا صاحب المثالية والمهنية ولكنني سأتحدث كمتابع ومُشاهد وقارئ للصحف والمواقع الإخبارية، ومن هنا استطيع القول أن هؤلاء حملوا قدراتهم كاملة ووضعوها برمتها وسيلة لبث ونشر ما هو سلبي في المجتمع، وما يُعد في عُرف العادات والتقاليد “فضيحة” يخجل منها كل ذو شرف، بالإضافة إلى نقل ما قد يحدث داخل “فراش الزوجية” وكشف وهتك لستر البيوت المصرية طمعًا في “الترند الملعون أو الزيارات القميئة” من بعض فاقدي النخوة والأهلية للتلذذ بمحارم الناس، ولا نستطيع أن ننكر ردود المتابعين السلبية واعتراضهم الشديد على هذه “اللايفات” كما يُطلق عليها حاليا في وسط الميديا اللا إخبارية، وآخرين من يغسلون أيديهم بـ” تعليق سلبي” بعد أن امتلأت أعينهم وأفئدتهم من بشاعة المعروض.

ناهيك عن الزحف واللهث وراء أصحاب الحناجر الغليظة التي ملأت الدنيا ضجيجًا سواء بما يعتقدونه “أغنية أو فن” من وجهة نظرهم، أو وصلات الشتائم والسُباب والمعارك الطاحنة بين الأنداد في المستوى والفكر المتدني لإثبات الصدارة والهيمنة على عرش الاستخفاف، وللأسف يجدون منابر تعرض “خناقتهم” وتناقش “بذاءتهم” للمحاولة في إصلاح ذات البين حتى تستمر مسيرتهم الهابطة في أمان وسلام.

ومن هنا أيضًا، نستطيع أن نقول ونؤكد أننا مسؤولون كامل المسؤولية عن تردي الذوق العام وانتشار الضياع الفكري وخفوت أصحاب العقل والحكمة وراء غيوم هذه الشرذمة، والتي استطاعت وبكل قوة أن تعرض صورة سلبية للمجتمع المصري لمن يتابعونا بالخارج سواء عرب أو عجم، وختامها حادث “الميكروباص الخفي” الذي تداولته وسائل الإعلام وبعض الصحف والمواقع استنادًا على روايات غير موثقة ولكن -السبق غير المهني- كان الدافع، مما أرهق رجال الأمن في البحث والتقصي وإعمال واجبهم الوطني تجاه الشعب حتى أوضحوا الحقيقة ووضعوا الأمر في نصابه.

فـ رجاءً لا ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام.. كل من هو مصري يقرأ ويكتب يعرف ويدرك تمامًا أن ما يتم بثه في مصر “بالأخص” تتلقفه أيدي الخونة وكارهي النجاح المصري على طبق من ذهب، بالإضافة إلى تشوية صورتنا وأخلاقنا كمصريين للخارج وأي خارج بما يتم بثه من قضايا فردية تحدث في أي مجتمع وربما أكثر مما يحدث لدينا- ولكننا مصر- وقدرنا أن يكون النظر إلينا دائمًا نظرة التعظيم سواء بالسلب أو الإيجاب.

ودعونا نوجه أسئلة ولعلنا نصل للإجابة عليها:-

هل هذه حرية الرأي والتعبير ومن حقك أن تعرف ؟

هل المعروض مطلب جماهيري مصري؟

هل الرقابة تكيل بمكاييل في تحقيق الضبط المهني والأخلاقي؟

هل أصحاب الصحف والمواقع أقوى من الأجهزة الرقابية ؟

هل المجتمع المصري أصبح مادة للشذوذ وجرائم الشرف والدعارة وقتل الأزواج واقتصرت قضاياه على ذلك؟

هل هذا مقصود ووراءه هدف غير مُعلن لجذب الشباب المصري والأسر المصرية إلى الأسفل والسير عكس اتجاه القيادة لتنمية الوعي وترسيخ العمل والأخلاق والشرف.. ولكننا نحسن الظن؟

وإن كان الهدف من بث ونشر هذه الموضوعات مجرد ملئ محتوى نتيجة لإفلاس تلك الصحف أو المواقع للابتكار وخلق محتوى صحفي واعي ومؤثر بإيجابية على المتابع.. فأين الضمير المهني والأخلاقي لمنتسبي هذه المهنة في تلك الوسائل الإخبارية أو “الميدياوية” ؟

-أعتقد في حالة الإجابة عن هذه الاسئلة يمكن أن تتضح الرؤية والهدف .. وتستقيم الأمور.

 

تعريف..

“الصحافة الصفراء” هي صحافة غير مهنية تهدف إلى إثارة الرأي العام لزيادة عدد المبيعات وإشاعة الفضائح مستخدمة المبالغة أو الانحياز، ساعد علي نشوئها الناشر والصحفي ويليام راندولف هيرست، وقد كانت له في كل ناحية من نواحي الولايات المتحدة الأمريكية صحيفة أو مجلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى