الهُراء فى ثوبه الجديد
قلم / أمنية وجدي
لم أجد أصعب من تحليل وإعداد منهج اللغة العربية للصف الثانى الابتدائى وهذا الكم من المعلومات الثقافية والتى لا يتناسب مع عدد حصص اللغة العربية الأسبوعية تحت عنوان ” نص معلوماتى ” عن موضوعات قصص الاستماع فقد جاءت مناسبة للمرحلة العمرية التى يعيشها الطفل وجاءت مصورة ذات أبعاد فكرية وأهداف تعليمية – فهذا تطور محمود نثمنه
أولًا : أما عن الانفراد الغريب بوضع محتوى للتعبير كمنهج لطفل الثامنة فنظرة إلى هذا المحتوى
( كتابة اللافتة – الدعوة – القصة – وصف المكان والسيرة الذاتية ) فما هذا الهراء ؟ ! هذا الطفل الذى يجب تدريبه على ترتيب الكلمات ليكوّن جملا وترتيب الجمل ليكوّن قصة نطلب منه أن يكتب القصة القصيرة ويعبر عن الصورة بجمل اسمية وفعلية ثم نضع له تقييما
فمنهج التعبير حتى الصف الأول الإعدادى نختصره فى فصل دراسى واحد لطفل الصف الثانى الابتدائى ثم نتعداه بكتابة المقال والرسالة فى الفصل الدراسى الثانى
ثانيًا : وماذا فعل مؤلفنا الطموح بمنهج الأساليب اللغوية أعاد علينا دروس الصف الأول الابتدائى مرة أخرى هل لإدراكه أن طفل السابعة لم يستوعب فى سنته الأولى ما درسه أم ليؤكد ويراجع ما درسه
ونعود إلى قفزات السلم فيأتى ترتيب الموضوعات فصعود المنهج هنا أشبه بالأرجوحة فبعد الضمائر نجد أنواع الأساليب ويبدأ بالنهى ويعود للاستفهام – منهج الصف الأول – ثم يأتينا بما تناساه فى منهج الصف الأول وهو الحروف وأنواعها من عطف وجر وتمييز الاسم والفعل والحرف
وقد اعتبر المؤلف الطفل طموحًا مثله فيأتيه بالقنبلة مرة ثانية الأفعال وأنواعها ليسهب لنا فى الترم الثانى ما يتم تدريسه فى الصفين الرابع والخامس الابتدائى
فكان درس ظرف المكان والزمان وبقية أنواع الأساليب والجمل بأنواعها ثم من أثقل القنابل التى فجرها المؤلف فى وجه المعلم قبل التلميذ درس ” لام التعليل ”
ألا تعلم أيها المؤلف أننا يجب تدريس الحركات على الأفعال وأن نميز ما هو مرفوع وما هو منصوب قبل أن نتناول درس من أدوات نصب الفعل المضارع وهو منهج الصف السادس الابتدائى
فلا تناسب ولا تناغم بين ماهو محتوى وما هو يجب أن يكون محتوى وأتساءل هل منهج ” تواصل ” هنا يحمل معناه ؟
ثالثًا : أما عن الأنشطة نعلّم الطفل طريقة طهى الأرز فيستعين المعلم الرجل بزميلته لتدريس هذا النشاط المضحك ؟هل مطلوب من طفل الثامنة أن يقف أمام النيران حتى ينضج الطعام ؟ هل تتنافس انجلترا أو فنلندا حتى تجرب منظومتنا فى عمل عصير الليمون فى الخلاط ؟ وذلك بالرجوع إلى تصريحات وزير التربية والتعليم فى أكثر من حوار تلفزيونى
رابعًا : أين اختباراتى أيها الوزير ؟
تقول المنظومة أن تقييم الطفل بلا اختبارات ويكون بألوان وتقديرات وعلامات وتؤكد المنظومة على أنها بذلك تقضى على الدروس الخصوصية وتجعل الطفل يتجه إلى التفكير والإبداع ….. وكأنها تحادث شابًا بالغًا يعى ويدرك فثلاثة أعوام ينتقل الطفل من عام دراسى إلى الأعلى ولا نعلم عن تقييمه غير الألوان التى يتحكم فيها معلم الفصل وقد ثبت فشلها فى نتيجة الصف الثانى الثانوى هذا العام
كلمتى الأخيرة :
لن ألقى اللوم كله على الوزير فهو يعطى أوامر بالتطوير ويسند لمن لا يستحق أن يؤلف مناهج تداعب عقلية أولادنا فاللوم أيضًا على المسئولين الذين ينظرون للطفل من برج عالٍ فلا تواصل بعالم الطفل وواقع الحياة وواقع التعليم أما الوزير وهو مسئول يجب أن يعطى فرصة لغيره إذا ثبت عجزه عن حل مشكلات الوزارة