رسالة إلى فيروس كورونا !
قلم / فرح حرب
شكراً كورونا
شكراً كثيراً لأنك أتيت كإشارة ربانية حذرة للغاية، لا أكثر أنك حصدت مئات و آلاف الأشخاص و استوطنت بالجسد إما أن تقتله أو أن يقتلك، الأمر يفوق القدرات لكن المستحيل ممكن.
ألف رحمة على كل الأرواح التي حصدتها إنها قدر الله و ليس بإمكاننا رد القضاء إلا أننا نسأل الله اللطف في القضاء و القدر.
تتساءل لماذا وجهت لك الشكر في بادئ الأمر .. و إليك إجابتي..
شكراً لأنك أعدتنا لذواتنا و أنفسنا و إنسانيتنا و أشياء معنوية أكثر من كونها مادية.
شكراً لك لأنك أوقفت كل أشكال الحروب و أنواع السيطرة لتعلن أن قدرة الله فوق كل شيء و السيطرة على الأرض يمكن أن تكون بفيروس صغير لا يُرى بالعين المجردة و لكنه يبيد الإنسانية أكثر من كل تلك الحروب التي باتت ساذجة ليس لها قدرة على الوقوف حتى بوجهك فما من سلاح يقتلك و ما من دفاع يُبعدك.
شكراً لأنك أوضحت لنا الصورة لنرى أنفسنا بشر و تكمن بنا الإنسانية قبل كل شيء، لأنك أنرت بصيرتنا أن كل المال على وجه هذه الكرة الأرضية لا قيمة لها إذ لم تكن الصحة والعافية موجودة لدى كل فرد سواء كان مسلماً أو مسيحياً يهودياً أو بوذي أو مهما كانت ديانته أو عرقه إن كان في أقصى الشمال أو يقطن في أقصى الجنوب، ألهمتنا لأن نقدر نعمة ليس بإمكاننا تجاهل وجودها لأنها الجوهر ولا ثمة فروق بين كل الأديان و كل جنسيات البشر.
شكراً لأنك قمت بجمع كل الأحباب في جلسة واحدة، لأنك جعلتنا نقدر قيمة اللحظة الواحدة من حياتنا، أعدتنا لكثير من الوجبات التي أهملناها ذات يوم و أتممنا القيام بها بتوكل على الله قبل كل شيء و أحرزناها .
شكراً من القلب لك لأنك أوضحت صورة مهمة و هي أن عبادة الله لا تكمن في أي مكان على وجه الأرض إذ لم تكن داخل قلوبنا و عقولنا و أحاديثنا العطرة بذكر الله و رسوله و صدق أقوالنا في أفعالنا.
شكراً لأنك جعلت من بلادنا جنة أخرى بالكثير من الاهتمام في جميع النواحي سواء الشخصية أو العامة.
شكراً لأنك أتيت أوقفت كل الدمار و بنيت ما في الآمال و جددت ما في نفوسنا و قلوبنا من رضى و رحمة و تسامح و إننا إلى الله لخاشعون.