هند هيكل تكتب : إنياجرام الشخصية- المخلص
تحدثت فى المقالة السابقة عن النمط الخامس من الإنياجرام، شخصية “الباحث” وتعد نظرية الإنياجرام من أفضل النظريات فى دراسة علم الشخصيات ومعرفة أسرارها وطرق علاجها، والتى تقسم البشر إلى تسعة شخصيات، وثلاث مراكز رئيسية، لكل شخصية اتجاه معين، وطريقة تفكير وطباع معينة تميزها عن غيرها من الصفات، ليدرك كل منا نقاط القوة الكامنة لديه ليسعى فى تطويرها، ونقاط ضعفه ليسعى فى تقويتها والتعايش معها، وإمكانية العمل عليها أيضًا والتى تسمح لنا أيضًا بالتوصل إلى فهم الآخرين بشكل أفضل، وإلى اكتشاف بدائل لطريقة تصرفاتنا وسلوكايتنا الحالية.
النمط السادس من أنماط الإنياجرام هو شخصية المخلص، أو صاحب الولاء، وهي إحدي شخصيات مركز العقل، هو شخص رحيم، وفي، ودود، قادر على مساندة الأشخاص، شخص نزيه، عادل، جدير بالثقة، متعاون، استراتيجي، ذكاؤه حاد، عملي، لديه دهاء إيجابي، مثقف ومثابر، يتوقع المشكلات، لديه حس فكاهي، لا يتماشى مع التيار، يواجه المخاطر بشجاعة ومباشر وحازم، وهو شخص لديه إخلاص في عمله وإخلاص مع أهله وأصدقاؤه ولديه علاقات قديمة منذ أن كان في مراحل عمره الأولى، يحتاج دائمًا إلى الدعم والتحفيز والتوجيه والمعرفة، نشط ومتجدد، يؤمن بالتخطيط التنبؤي، متردد فى اتخاذ قراراته، يميل للتسويف، شخص مسئول..
يقول صاحب هذه الشخصية عن نفسه: أحب أن أنظر إلى الأمام لأرى ما الخطأ الذي يمكن أن يحدث، ومن المهم جدًا أن أخطط الأمور لتجنب حدوث مشاكل مستقبلية، وأعلم جيدًا من يمكنني الثقة به، ومن الأهمية أن أكون حذرًا حول تصرفاتي في الحياة، أحب أن أخرج أفضل ما في الآخرين، لدي بصيرة عالية، ويمكنني دائمًا رؤية التوجهات التي يخفيها من يحيطون بي ويتعاملون معي أو ما يسمى ب”الأجندات الخفية”، عقلى الفضولي يمكنني من امتلاك البصيرة والحدس الثاقب، كما أن الثقة في الآخرين قضية محورية بالنسبة لى، وأنا عادة ما أقوم بالمسح الجيد للبيئة من حولي لتحديد ما إذا كان هناك خطرًا وشيكًا أم لا، ولدي ارتياب وشك في أصحاب السلطة والنفوذ، كما أنني أشك في قدراتي كثيرًا، وفي نفس الوقت لدي إخلاص وولاء عالي للمنظمات التي أنتمي إليها، وعادة ما أتجنب المخاطر أو الاقتراب منها وجهًا لوجه، ولدي حماسة في دعم قضايا المستضعفين..
المخلص أو صاحب الولاء من الشخصيات الأساسية المتمركزة حول مركز التفكير، وهذا يعني أن لديه مشكلة كبيرة في الاتصال بمرشده الداخلي، وبناء عليه ليس لديه ثقة في عقله ولا أحكامه، كما أن المشكلة الأكبر لشخصية 6 هو سعيه لبناء الأمان في بيئته دون أن يحل مشكلة شعوره بعدم الأمان، وحينما يتعلم مواجهة قلقه، يتفهم أنه على الرغم من أن العالم دائم التغير وغير ثابت، فإنه يستطيع أن يتمتع بالصفاء النفسي والشجاعة في أي ظرف، كما يستطيع أيضًا الوصول إلى أكبر منحة على الإطلاق، وهو الشعور بالسلام الداخلي على الرغم من عدم الاستقرار في الحياة.
ومن نقاط قوة شخصية صاحب الولاء : قوة العقل الذي يكون فى حالة تأهب قصوى عندما يتوقع خطرًا يهدد أمنه وسلامه، الخوف الأساسي لديه، أن يصبح بغير دعم وإرشاد، والرغبة الأساسية لديه أن يجد الأمن والدعم، ومن أبرز إيجابيات شخصية 6 صاحب الولاء: الولاء وتحمل المسئولية والالتزام.
ومن أبرز السلبيات: القلق والاحتراس الزائد، الشك المبكر، الشعور بالتهديد الدائم والذي يؤدي به إلى خطط طارئة وغير متوقعة لكل شخص في حياته وهذا ما يجعله يتوقع دائمًا الأسوأ بالإضافة إلى شعوره الدائم بالقلق والذي يجعله في إسقاط كبير على الواقع..
شخصية المخلص أو صاحب الولاء أو الملتزم والمتوجه بتحقيق الأمن، القضية المركزية له هي الفشل في الثقة بالنفس، فصاحب الولاء يصبح لديه اعتقاد بأنه لا يمتلك الموارد الداخلية الكافية للتعامل مع تحديات الحياة بمفرده، ومن ثم يعتمد بصفة زائدة على الهياكل، والتحالفات، والاعتقادات من أجل أن تلقي الدعم من الخارج ليكون مرشدًا له وبالتالي يضمن بقائه، فإذا كانت تلك الهياكل غير موجودة، سيساعد شخصية صاحب الولاء على تكوينها والحفاظ عليها.
وتتلخص نصيحة علماء النفس لشخصية صاحب الولاء في الجملة الأتية : أسعَ أن تكون برفقة أشخاص يتقبلونك، ويشجعونك، ويستحقون ثقتك، وتذكر أيضًا أن أرتكاب الهفوات ليس بمسألة خطيرة، وكافئ نفسك ولا تنتظر من الآخرين أن يكافئوك، أيقظ التوجيه والإرشاد الفكري داخلك، أبحث عن الكيفية، لا تنفصل عن الواقع، واستجوب الصمت، وعش مع اسم الله “الحسيب”، فمن اعتمد على غير الله ضل وذل فالله كافيك، فهو القوي الرزاق الغني المعز المذل..