مقالات

أحمد مصطفى يكتب: “الإصرار سر النجاح”

 

 

هناك الكثير من العقبات التي نمر بها بسبب السن، هذا ما حدث معي فأنا طالب في الصف الأول الثانوي بمدرسة طبري الحجاز، بدأت تطوع في إجازة الصف  السادس الابتدائي, وكانت وجهتي جمعية رسالة, وللأسف كانت رؤية الناس عني هو انني طفل لا يعتمد عليه، فبدأوا بتصغير أفكاري وأرائي ومشاركتي معهم .. وهنا بدأت أفكر  ؟

لماذا السن عائق ؟

انقطعت عن التطوع لمدة عامين  بسبب فقدان الشغف واحسست ان هذا ليس مكاني, ولكن عندما قررت الرجوع رجعت بحماس وحب للعلم حتى لو اضطررت لعدم التعامل مع المجتمع, وهنا كانت بداية فكرة شركة (ايديا) وهي شركة برمجيات بدأتها مع اصدقائي لمساعدة الشركات الناشئة في انشاء مواقعهم وتطبيقاتهم الإلكترونية

وطبعا لا تخلو تلك الفكرة من العوائق, فمررت بأهم مشكلتين وهم:

اول مشكلة كانت سني, فالمجتمع ليس مقتنعا بوجودي كفرد مؤثر, وهذا ما يضعني في المشكلة الثانية وهي انني قررت الاعتماد على من هم في سني لتأسيس الشركة, ولكن المشكلة هي عدم وعيهم بالعلم او المهارات المطلوبة للقيام بتلك المهام الصعبة, فبدأت بتدريب البعض منهم, ولكن نفس المشكلة موجودة, وهي أنهم ليسوا مهتمين بما اقوله, فمنهم من يهتم بدراسته ويراها الهدف الوحيد، ومنهم من لا يرى أي قيمة أو هدف في حياته, وكأنه خلق للعيش دون أن يسعى لتحقيق أهداف.

(وهنا استمر التفكير لشهور, وهي كيف أكون مؤثرًا ؟)

بدأت انشغل بعدها في تطوير مهاراتي, وانشغلت أيضا بدراسة عقليات زملائي في هذا السن، ولم أجد افضل من نشاط طلابي تطوعي يجمعهم لتوعيتهم بأهمية التعلم, وأن المناهج الدراسية ليست هي العلم الوحيد، فقررت التطوع في أكثر من نشاط طلابي لاكتساب الخبرات الكافية لإدارة فريق, ففكرت في منصة تدعى تيدكس!.

(وتيدكس هي منصة عالمية لنشر الأفكار الملهمة واستضافة أهم المؤثرين في العالم)

وتقدمت إلى منصات تيدكس للتطوع فقوبلت بالرفض, وهذا شيء لم أتوقعه, وكان سبب الرفض هو اني في مدرسة حكومية, وليست مدرسة دولية أو خاصة

وهنا تم طرح السؤال الثاني, لماذا لا يتم توفير الموارد لطلاب المدارس الحكومية ؟

وهنا خطرت على بالي فكرة تيدكس طبري الحجاز, نشاط يجمع العباقرة من طلاب المدارس الحكومية, فهم لا يقلون إبداعاً عن طلاب أي مدارس أخرى, بل هم يحملون اصرارا اكبر وتحلي بالصبر لما يمرون به من ضغوطات ومعيقات.

وهنا بدأت مشاكل اخرى بالظهور, حيث اصطدمت بمدرستي لإقناعهم, وباءت محاولاتي بالفشل الذريع, والسبب ان المجتمع الذي أواجهه لم يفهم ما أريد طرحه؛ فحاولت بإقناع تيدكس بفكرتي وعلى غرار اخر مدرستي.

ووضع من حولي الاولوية للدراسة، حيث أن جميع الانشطة المختلفة، ما هي إلا معوقات تعيقني في مسيرتي الدراسية.

مكثت في المحاولات لمدة 3 شهور, وفي يوم 4 مارس عام 2021 وفي ليلة غير متوقعة توافق منصة تيدكس على فكرتي, وهي إقامة مؤتمر تيدكس طبري الحجاز, لتصبح أول تيدكس في مدرسة حكومية في مصر والوطن العربي!

 

بعد الحصول على تراخيص تيدكس كانت هناك الكثير من المهام المطلوبة, وأهمهم الحصول على موافقة المدرسة.

وبعد محاولات كثيرة مع المدرسين والطلبة لإقناعهم بهذه الفكرة حصلت على فرصة لإثبات قدراتنا.

بدأت بجمع فريقي, وكان يجب على التحلي بالكثير من الصبر, حيث ظهرت مشاكل أكبر في جمعهم كفريق واحد, ومنهم من تخلى عن الفريق وعن مساعدة الفكرة في الانتشار

هدوئي في التفكير وقتها هو ما ساعدني على تجميع شتاتي وافكاري, وهنا وضعت القوانين لتتحدث هي بالنيابة عني, وبدأت العمل!

وها أنا رئيس لفريق مكون من 90 فرد, قادرين على العمل تحت أي ضغط وتحت أي توتر, فهم قادة المستقبل.

العبرة من هذه القصة هي أن السن ليس بعائق, طالما انت تتحلى بالصبر والاصرار, اجعل أهدافك هي من تقود مسيرتك واسعى, وستجد النجاح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى