مروة حسين تكتب..”كان يضحك طوب الأرض ..وتركنا مع مشهد حزين!
عندما علمت بخبر وفاة ملك الكوميديا وهو الفنان الكبير “سمير غانم” وكنت وقتها أتحدث مع صديقتي بالهاتف ثم توقفنا لحظات صمت اثر علمنا بالخبر دون أن نتحدث وكنت أحاول أن أمنع دموعي من الانهيار، وصرنا نردد وقتها ب الله يرحمه كان راجل جميل ، وبالطبع اول ما طرق على أذناي هو “فطوطة ” والذي كان يخيل بمسامعي وهو يقول ” فطوطة مخرج انتيكا”.
تلك الشخصية التي ابتكرها “سمير غانم” والذي تفوق على نفسه فيها والتي أصبحت أسطورة يحبونها أطفالنا إلى اليوم والكثير الذي قدمه لنا ، ولا يمكن أن ننسى أغنيته الكوميدية التي كنت تسمعها فقط لكي تضحك من بساطتها وصعوبتها في أدائها الكوميدي والتي كانت ” منا منا” وهى اغنية عالميه ولكن استطاع بخفة ظله أن يقدمها بشكل مختلف .
وأيضا اغنيته اليونانية أوخي أوخى والذي تندهش من أدائه العالي ولكن اندهاشك الأكبر هو لم ينطق طوال أدائه الغنائي سوي بضعة كلمات من اليونانية فقط والباقي فهي كلمات غير مفهومه من اختراعه
وأيضا أداءه التمثيلي الرائع والتي من أبرز أعماله هي :
” كابتن جودة ” الشخصية الذي جسد فيها عن الطريق الكوميديا المدرس العنيد والجاد والذي قرر أن يعم على أهل القرية بالعلم والتحضر وبرغم من جدية الدور إلا انه قدمه لنا أيضا بطريقه كوميدية بدون مبالغة.
وعلى العكس قدم لنا أيضا شخصية ” ميزو” والذي كان يتكلم عن شاب يعشق البزخ والغرور ومقالبه التافهة بين اصدقائه والذي عاقبة الزمن والقدر بالحجر على كل ثروته مما اضطره أن يتحمل المسؤولية ليصبح رجلا مسؤولا، وعلى الرغم من تفاصيل القصة الدرامية إلا أنه لا ينسي أبدا إبداعه الكوميدي سواء بالملابس أو الإكسسوار أو الحركات والذي كان يضحكنا من عميق قلوبنا .
ونتذكر أيضا المزمار العملاق الذى كان يلعبه في مسرحية المتزوجون وإيفهاته الذي تناولتها حتى الآن مثل حواره مع جورج سيدهم عندما قال له :
-انت معاك فلوس ؟!
-لا
– ولا انا كمان معايا فلوس ! كلنا عاوزين فلوس !
وبعد أن قدم لنا كل هذه الأعمال الأسطورية.. رحل عنا بصورة مفاجئة هزتنا جميعا وجعلتنا نشعر بأن الضحكة التي تقدم لنا على طبق من فضة سوف تصبح شحيحة وربما لن نراها .
وهذا لأنه الشخص الذي كان يضحك طوب الأرض! مثلما ردد المصريون وجمهوره العريق عند فاجعة خبر وفاته الذي اشعرنا بموته بالحسرة و القهر عليه .
فبرغم من سيرته الهادئة دوما وأدواره التي كانت بسيطة في أوقاته الأخيرة إلا إننا كنا عندما نراه نشعر بالاطمئنان بأن الكوميدية لازالت بخير.
الكوميدية النظيفة التي كانت غير خادشه للحياء والتي لا تشعر معها بالخوف على ابناءك من أن يأتي مشهد يُشعرك بالخجل أمامهم بل كان الصغار يحبونه أيضا ويستمتعون به.
أي من الفنانين ترك أثرا كريما وعريقا في قلب كل تلك الأجيال ؟!، الذي حزن على فراقه الجد والأب والابن وأيضًا الحفيد.
“سمير غانم” هو الرجل الذي أضحكنا وضحك علينا أيضا، لأننا كل ما تذكرنا وفاته نضحك لأننا نتذكر مشاهده الكوميدية ولا نستطيع أن نبكى بحرقه يا له من ذكاء كوميدي.
هذا كان هدفه دومًا أن يعيش حتى يضحكنا فقط حتى وإن كنا نبتسم بحزن على فراقه .
الحزن الذي أظهرته السوشيال ميديا من حزن ممزوج بابتسامة مع نشر من مقاطع لأعماله الكوميدية.
أتذكر أيضا أحد الاشخاص نشر على الفيس بوك لافته مكتوب عليها ” اول مرة سمير غانم يقدم عمل يحزنا”،
وهذا لأنه بالفعل ملكًا بقيمته وقامته .
وبالرغم من انه لم يحصل على العديد من الجوائز إلا أنه جعل كل من يتذكره أن يذكره بالدعاء والرحمة وكأنه عرفان بالجميل الذي ظل يُضحكنا وحتى وإن كنا في كبد الحزن .
رحمة الله رحمة واسعة على فنان عاش لكى ” يضحك طوب الأرض !