مقالات

ياسمين جمال تكتب.. “السياسة بين المكر و الدهاء وصناعة القرار”

يعتقد الكثير أن السياسة عملية تحمل في جوانبها الخداع والمكر والدهاء والدليل على ذلك عندما يتم حل موقف أو موضوع في الحياة العامة بدون فصل تام نقول تم حل الموضوع بطريقة سياسية وهذا يعكس غموض مفهوم السياسة، فهو ليس قاصر علي عامة الناس ولكن يشمل الخبراء والمختصين بالمجال السياسي.

 وإذا نظرنا إلى التاريخ نجد أن السياسة تهدف للحفاظ علي ما هو قائم أو تغيره للأفضل، وذلك يحتاج إلى إدارة تساند وتدعم .

تلك الإدارة ترسخ الوعي وتنمي الخبرات فلابد من توافر الخبرات التي تلعب دورا أساسيا في إدارة العملية السياسية، حيث يتعلق موضوع السياسة بدراسة مشكلة السلطة بشكل محوري وهو موضوع  علي درجة عالية من الخطورة ، حيث أن مشكلة السلطة (السياسة) محفورة في الذهن البشرى؛ وقد ربط البعض السياسة بالمكر والدهاء والخداع نسبة إلي القائد الإيطالي الجنسية نيقولا ميكافيلي الذي ولد 1469 في فلورنسا ، وكان أبا للسياسة فهو فيلسوف ومفكر وسياسي ويعتبر اسمه مرادفا للمكر والخداع، وذلك لما نشره في كتابه الشهير عام 1532 وهو كتاب ” الأمير” الذي قدم فيه الكثير من النصائح للحاكم وكان مبدأه أن الغاية تبرر الوسيلة حيث ما هو ضروري فهو مفيد.

 لا يهتم ميكافيلي بأخلاق الحاكم أو بالقيم الدينية، فهو يري أن الحاكم أو القائد الناجح يستثمر القيم الدينية لكسب الناس .

ومن هنا كانت النظرة المبكرة للسياسة علي اعتبار النفعية والسياسية الواقعية كما يرها ميكافيللي .

 والجدير بالذكر أن السياسة ليست علما خاصا بذاته فمنذ الحرب العالمية الثانية تناول العلماء السياسة كفرع في علوم الاجتماعية والإنسانية ، وزادت أهمية السياسة بعد الحرب العالمية الثانية.

 ولكن إلى يومنا هذا ليست علمًا منفصلا بذاته لما ظهر لعلوم أخرى مثل القانون والاقتصاد ، ويكاد يكون هناك إجماع عام بين الكتاب والمحللين السياسيين أن السياسة ترجع إلى وجود حزب سياسي يعتمد على طبقة ما ، وهذا هو الفكر الماركسي.

 وإذا ربطنا هذا الفكر بالفكر الميكافيلي نجد أن من أحد صفات القائد الناجح تكوين طبقة وطنية يعتمد عليها تبعد كل البعد عن المرتزقة، ومن هنا رغم تعدد وتطور الحياة السياسية التي تشتمل علي فكر قديم ووسطي وحديث إلا أن الفكر السياسي في مفهومه المطلق يوضح أن السياسة هي عملية صناعة القرار، وتختلف باختلاف مراحلها وطريقة الإدارة في صناعة القرار وتعديله سواءً كان القرار يرجع الي أحد أنماط القيادة بشكل من أشكالها الاوتوقراطية أو البيروقراطية أو الديمقراطية.. ولكن يحسم الأمر بوجود القرار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى