قلم الأدباء

فاتن خطاب تكتب: “ظل باهت”

 

كانت طفلة جميلة ذكية..

كان لحضورها وقع ولعقلها رجاحة فاقت عمرها،

ظهورها بين رفاقها جعل منهم الحاقد والغيور،

كانت الشقيقة الكبرى لصبية،

كم اشتاقت أن يكون أحدهما فتاة..

تجدد الأمل..

ظنت أن الفرصة ضاعت،

لكن وفاة جدها جددت الأمل،

تولدت رغبة لدى والديها لإنجاب صبي يحمل اسمه..

كان الجميع ينتظره وهي تدعو الله ببراءة الأطفال أن تأتي فتاة..

جاءت الفتاة..

استجاب الله لدعائها ووهبها شقيقة جميلة،

ارتبطت بها حد الالتصاق..

كانت تنظر إليها على أنها شقيقتها الصغرى، وابنتها الكبرى، ورفيقة العمر الدائمة..

فحتما سيأتي يوم يذهب فيه الجميع..

مرت السنوات..

ما اسرع مرور الأيام! وما أقصر أيام البراءة!

لم تستطع حصر صديقاتها، وبرغم وصولها إلى حد الاكتفاء بهم،

ورغم ما كانت تواجه من نقد لسلوك شقيقتها، وأنها على النقيض؛

لم تتراجع عن مساندتها والدفاع عنها..

ظل باهت..

أحسنت الظن بها وبالأيام،

لم تتصور يوما أنها تحتضن أكثر أعدائها حقدا وغلا..

حملتها وليدة فباتت حملا؛

أثقل ظهرها ودنس ثوبها،

ظلها الباهت الذي يطاردها، ومساحتها المخترقة..

صدقت يا نزار حين قلت:

“ستظل تسامح من تحب، حتى تكرهه عن اقتناع”.

 

              لروحكم السعادة والوفاء

                همسات عاشق

               فاتن خطاب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى