قلم الأدباء

فاتن خطاب تكتب.. “عازف الناي”

أتى الليل ليخبرني.. كم أنا وحيدة وغريبة

في ليل الشتاء الجميع نائمون لا يوجد سوى خربشات الأوراق

قديمًا كنت أتسلل للشرفة الرئيسية بالمنزل

حيث الشارع المتسع الفارغ والصقيع

كنت أجالس كتابي وقهوتي وأغانيّ القديمة

أحيانًا كنت أتبادل التحايا من حراس المدارس المجاورة

وتارة أداعب الكلاب والقطط بفتات الطعام

عالم ساحر وبسيط

أتذكر؛ ذات يوم اخترق الصمت صوت ناي حزين

قاطعًا عالمي وليلي مخترقًا قلبي

نعم.. كان صوت الناي يحاكي قلبي ويعزف لحنه

يحزن لحزنه.. يفرح لفرحه.. يفكر.. يشتاق.. يرقص معه

يا إلهي!! كيف له معرفة ما يجول بخاطري؟

ذات مساء

انتظرت قدوم عازف الناي مجند الحراسة

للوهلة الأولى تدرك من ملامحه أصوله الصعيدية الطيبة

–           مساء الخير..

عزفك مبدع بل ساحر

–           أشكرك..

أتمنى أن تكوني سعدتِ بصحبته

–           نعم سعدت وحزنة و.. و.. و.. ما سرك؟

–           كنت أتحسس يوميًا أغانيك القديمة.. ومنها أنطلق بعزفي

أحاول أن أؤنسك وأستأنس بك..

ما أروع أن تستأنس بشخص لا تراه

نعم ويوم تراه يكون الوداع

الوداع!!

نعم فاليوم نهاية خدمتي..

كان حديثنا الأول والأخير

رغم تناغمنا لفترة طويلة

أشتاق لعالمي السابق.. أشتاق لصوت الناي

أشتاق لرفيقي الخفي

أفتقدك يا عازف الناي

                        لروحكم السعادة

                        همسات عاشق

                         فاتن خطاب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى