قلم الأدباء

فاتن خطاب تكتب: “لا تتعلق بغير الله” حلم الثروة

 

الجميع يسعد بكثرة المال ويبذل من أجله الكثير.

رغم انتمائه لأسرة ثرية كانت الثروة حلمه..

أنفق أجمل سنوات عمره في العمل الدؤوب بإحدى البلدان العربية..

استنفذ يومه فى العمل الشاق.

استبدل جسده بآلة تعمل دون انقطاع..

حول مشاعره ومعاملته إلى أرقام..

كان يكسب بسخاء وينفق بسخاء..

أجّل أحلامه تباعا لتحقيق الثراء الفاحش..

على الجانب الآخر…

لم تكن زوجته تستمتع بهذا الحلم رغم استمتاعها برغد الحياة..

تقلصت أنوثتها فى خدمة زوجها وإمتاعه..

لا سبيل للأمومة فهو يخشى الأطباء..

تمر السنوات…

تزداد ثروته ويزداد شغفه للمزيد.. وتزداد وحدتها وعمرها

تسللت الوحدة إلى روحها المشتتة لتجد في التدين الظاهري بعض الونس..

تمادت في التشدد وكان له النصيب الأكبر منه..

تحولت من سيدة جميلة إلى كائن متسلط يحلل ويحرم وينهى ويأمر..

تأذى كثيرا.. ولكنه تحمل في صمت وتجنبها منشغلا بغايته

الكابوس…

غرقت في عباءتها بكل وجدانها.

لم تعد تحتمل العيش معه، ولم الصبر؟ ما زالت أمامها فرصة للبحث عن شريك آخر، وأمل جديد في الأمومة.

تركته وحيدا مصطحبة معها جزءا من ثروته، ناصحة إياه “بألا يتعلق بغير الله”.

عاش أياما يحاول استيعاب ما حدث..

قرر تغيير حياته وأن يعطي لنفسه وقتا أكثر.

لم يجد له رفقة غير مواقع التواصل.

تعرف على الكثيرات وحرص على كسب إعجابهن.

كان المال وسيلته ليجمع الطامعات..

لم تعد لديه عواطف!

وما أسهل التعارف والزيجات العابرة..

المكسب والخسارة محسوب.

الأخرى..

للمرة الثانية ودون إرادته يخونه قلبه ويتعلق بفتاة..

لكنه لا يجد من روحه المهلكة ما يقدمه لها.

قرر أن ينعم بحياته العابثة ويتمسك بنصيحة زوجته السابقة ظاهريا “بألا يتعلق بغير الله”.

 

             

                لروحكم السعادة والثراء

                 همسات عاشق

                  فاتن خطاب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى