قصة قصيرة.. “لعنة الفراق”
قلم / مروة حسين
أنا رحيل أجلس الآن بجوار نجلي “جورج” الذي مات من فرط الحب برغم حب الجميع له !
جورج ولدي كان يعشقه جميع أهل القرية كـ نجم متهوج بالبهجة والمرح..
القرية التي كنا نمكث فيها بسعادة حتى زارتنا تلك السحابة السوداء وهى “راشيل” ابنة العم فيليب.. والتي فتنت ولدي بجمالها الخلاب .. ثم رحلت لتتزوج من هو أغنى منه مالا.. ورحلت معها ابتسامته وشبابه .
ظل ولدي يتنهد ويبكي لسنوات حتى ذبل فيه كل شيء.. وعند وداعه لنا في آخر ليلة من لحظات حياته وقف يستصرخ الناس…
ويقول : إن حبكم لي لم يعوضني حُبها الذي ذهب وذهبت معه حياتي وروحي.. حتى وجود أمي ووجودكم لم يعوضني راشيل .. ولكن حتما سينتهي كل شيء .. يجب أن ينتهي عذابي هذا.. ليس حُبًا في “راشيل” التي خدعتني وتركتني لـ لوعتي هذه .
لا .. بل لأنني سئمت حياتي بدونها .. سئمت الغدر ولوعة القلب المهترئ والروح المعذبة. . سأرحل يا أمي ولكن لا تحزني.. فقط أرسلي إليّ صلواتك حتى نلتقي في الملكوت .
حينها رفع ولدي سيفيه وقتل نفسه وقضي على حياته.. بل قتلنا جميعًا .. وظللنا نلعن الحب من أجل فراق “جورج” الذي رحل عنا بسبب رحيل حبه الحقيقي.
ولكنني أشعر دوما أنني كنت ومَازِلْتُ السبب في موت ولدي “جورج” لكوني قررت نفس الخطأ ضد “فيليب” من زمن مضى .. حيث كان يعمل “بهلوان” في شوارع البندقية .. والجميع كان يعشقه كشهاب ينثر بهجته علي كل من ينظر له .. بشغف الجميع كان ينتظر عروضه البهلوانية بكل حب وولع!
“فيليب” كان يعشقني حقا ولكنني تركته وسرت أهرول وراء “الكونت موريس” الشاب القوي والغني والوسيم الذي عشت معه أسوأ سنين عمري ظنًا منّي أنها السعادة .. ولكنني حينها أدركت أن السعادة ليست في أي شيء سوى في الحب .
أدركت أيضًا أن “فيليب” أغنى من زوجي “الكونت موريس” .. الكونت الذي يفتقر المشاعر ولا يعلم شيء عنها بل كان لا يملكها من الأساس!
يا إلهي.. أكنت تنتقم مِنّي لـ”فيليب” بموت ولدي ؟! .. انتزعت مني فلذة كبدي بعشقه ابنة فيليب .
ابنته التي أسماها بحروف اسمي راشيل !!
وأنا على يقين أن لولا غيرة زوجته كان أسمى ابنته على اسمي “رحيل” .. وها أنا مات ولدي يا فيليب في حب ابنتك ..
أهذا قدر ؟ أم أنه انتقام الرب لك ؟ أم أنه عذاب ضميري ؟؟ أم أنه .. لعنة الفراق
لعنة الفراق
#مروة_حسين