مقالات

سهله المدني تكتب.. شموع تحترق في الظلام (2)

في الجزء الأول تحدثنا عن الشهرة كيف كانت في الماضي؟ وأن الذي يدخل مجال الشهرة يكون يمتلك موهبة يقدمها للجمهور ورسالة وبعضهم لا يقدم رسالة ولكنه يمتلك موهبة توهله لذلك أما صوته جميل أو أنه شاعر مبدع أو كاتب أعمال فنية جميلة ولكن أما أنه يختار أن يفيد المجتمع أو أنه يكون ما يقدمه هو بمثابة عرض لتسلية ليس أكثر، ويحتاج للسنوات لكي يثبت وجوده.

ولكن سنتحدث عن الشهرة في زمننا هذا فهي مختلفة فيمكن أن لا يمتلك صوت ويكون فنان ولديه جمهور يصفق له ويسمع أغانيه، ويمكن أن يكون لا يمتلك موهبة التمثيل ولكنه ممثل ويحصل على أدوار بطولة في أفلام ومسلسلات ويكون لديه جمهور يتفاعل معه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يكون صحفي كاتب  وهو لا يملك قلم ورسالة ولكنه لديه جمهور ولديه صحف وقنوات كثيرة ترحب به وتعتبره مصدر قوة لها، وهذا نجده بكثرة، ويمكن أن يكون شاعر أو كاتب وهو لا يمتلك قلب ومشاعر فيمكن أن يشتري الشعر ويكتب عليه اسمه أو أنه يكتب ما لا يؤمن به ويرسم صورة له في عقل المرأة غير الصورة التي هو عليها في الواقع وهذا يحدث بكثرة.

ويمكن أن يكون مخرج وهو لا يمتلك موهبة الإخراج ومع ذلك يكون مخرج عقله لا يشبه عقول المخرجين المبدعين الذي كتب اسمهم من ذهب في عالم الإخراج ، ويمكن أن يكون سياسي وهو لا يعمل لصالح دولته بل لحسابه الشخصي.

ولكن الشهرة الآن أصبح الحصول عليها يكمن في درجة بحثك ومعرفتك لجهات غير معلن عنها في وسائل الاعلام بل هي جهات مختلفة عن القنوات والصحف التي اعتدنا أنها هي سبب شهرتك لا هي بعضها أفراد يكون عملهم عبر موقع لبيع متابعين لجميع منصات التواصل الاجتماعي ولرفع مشاهدات عبر قنوات اليوتيوب وهذه يمكن أن تشتريها بالمال وبعضهم يعتمد على ذلك لجعل حساباتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي تكون فيها قوة وهذه شركات بعضها ضخم في دول أجنبية ويتعامل معها بعض المشاهير وبعضها لأفراد يكون عدد متابعين فيها أو اللايكات يكون بالآلاف إلى أن يصل إلى مليون متابع عبر والانستقرام أو التويتر (إكس) وبعضها يصل سعره إلى 30الف ريال سعودي وتختلف العملة من دولة إلى دولة أخرى وطبعا المتابعين لفترة محددة يمكن أن تصل إلى شهر ولا بد أن تعطي هذا المبلغ مرة أخرى لهذه الشركة وليست كل شركة تمتلك هذا العدد من المتابعين بعضهم يمتلك فقط 5الاف متابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولديهم متابعين من الخليج ومن الأجانب.

ولذلك أنت في زمننا هذا تشتري الشهرة بمالك وليس بموهبتك فأنت في الماضي كنت تحتاج للسنوات لكي تصل إلى العالم ولكن في زمننا هذا تحتاج فقط أن تختار المنصة التي يمكن أن تساهم في انتشارك عبر العالم وتدفع لها ثمن ذلك وتحدد معها الزمن والساعة.

وعندما نعود للطالبة المغدور بها نيرة اشرف التي قتلت من قبل زميلها وهي أمام بوابة الجامعة نجد بأن هناك حملة كبيرة كانت سبب في شهرة قضيتها وهو ترند في التويتر (اكس) وعبر وسائل التواصل الاجتماعي  كانوا يتحدثوا  عنها  في السعودية ومصر وجميع العالم و جعل قضيتها قضية رأي عام وصلت قصتها للعالم بأسره حتى بريطانيا كانت تتحدث عنها وحتى إسرائيل عملت مؤتمر يتحدث عن نيرة أشرف وذلك لأن قضيتها وجدت إعلان كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي وجعل من ذلك تأثير قوي على العالم.

ونجد طالبة أخرى قتلها زميلها في الجامعة بطريقة وحشية ومثل في جسدها وهو إسلام وما فعله كان بالنسبة له هو تقليد لما فعله محمد مع نيرة أشرف ولكن لم يجد الهجوم والكره الذي وجده من قتل نيرة أشرف مع أنه قتل زميلته وصورها ونزل صورها وهي ميتة عبر حسابه في الفيسبوك ولكن نجد أن قضية نيرة هناك قضايا أصعب منها ولكن الشهرة التي حصلت عليها كانت سبب في أنها أثرت تأثير لم نجده في أي قضية بعدها.

ولذلك ترند في التوتير (اكس) أو أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تشتريه بالمال وتحصل على الشهرة، ولذلك لا تحتاج أن تحقد على مشهور أو تكرهه أو تعطيه حجم أكبر من حجمه وأنت يمكن لك أن تكون مشهور و شهرتك تتفوق على شهرته ولك الخيار بذلك.

ولكن تذكر بأن الشهرة ليست هي بوابة للنجاح ولكن الشهرة هي بوابة إما أن تختار أن تسلك الطريق الصحيح فيها أو تختار طريق الخطأ فيها وتنتهي نهاية حزينة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى