روائي يكتب.. سر قتل الظاهر بيبرس لصديقه ” قطز “
قال الروائي الدكتور حازم حامد الشاذلي أن الجميع يعلم بأن الظاهر بيبرس هذا المملوك الشهير كان صديقا لسيف الدين قطز سلطان مصر قاهر التتار؛ وقد خاضا معا موقعة عين جالوت التي أوقفت زحف التتار وانقذت ربما العالم كله من شرورهم؛ وقد قام بتصوير هذه الشخصية علي الشاشة البيضاء الفنان الشهير رشدي اباظة في فيلم “واسلاماه” عن قصة الكاتب الكبير علي احمد باكثير.
ولكن ربما ما لا يعلمه الكثيرون ان بيبرس قد قتل قطز وهو في أوج انتصاره؛ ربما طمعا في السلطة وربما لأن قطز كان قد وعده بولاية في الشام ثم أعطاها لغيره، ومهما كانت الأسباب فقد تمت تولية بيبرس بدلا من قطز.
وعنما عاد الجيش المظفر إلى مصر كانت الاحتفالات قد أُعدت لقطز، وفوجئ الناس بأن المحتفل به هو بيبرس وليس سلطانهم قطز؛ إلا أن الأمور قد استتبت في النهاية لبيبرس.
وأضاف الشاذلي، والحق أن هذا المملوك ؛ وبالرغم من هذه الحادثة المشينة التي لم ينسها له التاريخ ؛ الا ان بيبرس استطاع ان يرسى دعائم دولة قوية في مصر والشام ؛ ففي مصر بدآ في إحياء الخلافة العباسية ليضفي الشرعية إلى حكمه ثم استمال الشعب المصري بأن خفض الضرائب التي كان قد فرضها قطز وأطعم الفقراء وانقذ مصر من المجاعة، بأن فتح مخازن الغلال وقام بإصلاح السدود والقناطر، وأنشأ نظاما قضائيا جديدا وقام بترميم الجامع الازهر وبناء “مسجد الظاهر بالقاهرة” والذي لايزال موجودا حتي الان في حي الظاهر وقام بتجديد المقدسات الاسلامية في فلسطين .
وفي الخارج استكمل جهاده ضد التتار ليستأصل شآفتهم وقام بمهاجمة الصليبيين عقابا لهم على مساندتهم للتتار في عين جالوت وانتصر عليهم واستعاد منهم بعض الممتلكات العربية، ثم قام بعقد تحالفات استراتيجية مع العديد من القوى التي كانت موجودة علي الساحة ليقوي دولته.
إلا ان الدائرة تدور ويموت الظاهر بيبرس في الخمسينات من عمره ؛ مسموما علي ما يبدو، فقد اختلف المؤرخون حول ذلك وقد تم إخفاء خبر وفاته لمدة شهرين ودفن بدمشق عام 1227م.