ثقيلة الحياة بدون أب مهما كان الإنسان يتظاهر فيها بالقوة، موت الأب ألم مُميت، من مات أبوه فقد سنده وإن بلغ ما بلغ، كسر وفقدٌ شديد، وحياة أخرى انتزعت منها الفرحة وأفقدت أصحابها لذّة الأشياء، فقدان الأب كسرٌ لا يُجبر.
تقول إحـداهن: علمني موت أبي أشياء كثيره تعلمت معنى دعاء “جبر الله كسر قلبك “وتعلمت أنه لا فراق يكسر القلب مثل فقد الأب”.
الحياه بدون أب باردة جداً، وفاقدة للدفء مهما حاول الشخص أن ينسى فهناك دائمًا فراغ لا يسدّه إلا الأب، عندما تفقد الأب يأتيك شعور حينها بأن الأمان في قلب عائلةٍ كاملة هو شخص، يقول الإمام على بن أبي طالب: “فقْدُ الأحبةِ غربة”.
كل فقد مع الوقت يتقلّص إلا فقدان الأب يتعاظم، ويموت فى عينه كل شئ، تموت الأماكن وتموت الأشياء وتموت الحياة وهم على قيدها، أصدق وصف قيل في فقد الأب: ” الحياة بدون أب تشبه الوقوف طيلة العمر في منتصف غرفة لا يسمح لك بالاستناد على شيء” .
من فقد والده يصعب عليه الحياة بدون الاستناد عليه، ولا فراق يكسرُ حنايا القلبِ مثل فقد الأب، تقـول إحـداهن:-“حين مات والدي، عرفتُ أن الأمان في قلب عائلةٍ كاملة.. هو شخص”.
المؤلم في فقد الأب هو أن الحياة بدون أب تشبه الوقوع في حفرة مظلمة وشعور الخوف حينها أو أن تنظر لأعلى ولا ترى سقفٌ يأويك ولا عصاةٍ تسندك ولا يد تمسح على رأسك.
قيل في حُب الأب: ” لو لم يُعط الله للفتاة من النعم إلا أباها فقد حازت النعيم بأكمله”.
