قلم الأدباء

أن الجيد عدو الأفضل … كم من الناس تمنوا في نهاية حياتهم لو أنهم أنفقوا المزيد من وقتهم في العمل !!!

كتبت : فاتن خطاب

أن الجيد عدو الأفضل … كم من الناس تمنوا في نهاية حياتهم لو أنهم أنفقوا المزيد من وقتهم في العمل !!! أريد مزيدا من الوقت … لا أستطيع تحديد أولوياتي أني دائما في مأزق و أريد أن استمتع بحياتي ….

الانسان منذ الخليقة في سباق دائم مع الوقت من المهد الى اللحد , فهو دائما يلهث لتحقيق أهدافه ، وما أن يتوقف للحظات وينظر الى حياته فتتملكه الحيرة والأحساس بالذنب أتجاه نفسه وأسرته , ليدور حول نفسه مره أخرى ليعود لنفس المسار .

الوقت العدو الاكبر للانسان …

لاحظ ستيفن كوفي أثناء أجراءه للدراسة على العديد من الاشخاص أنهم يواجهون دائما مشكلة فى أدارة الوقت وتحديد الأوليات ، وان المنهج التقليدي لأدارة الوقت غير مجدي .

مما دفع كوفي للبحث عن منهج جديد لأدارة الأوليات في كتابة الأكثر مبيعا حول العالم أدارة الأوليات الأهم أولا “ والذي صدر في نسخته العربية عن مكتبة جرير .

تحديد الأختيارات لا يضمن النتائج …

يعترض كوفي فى كتابه على المنهج التقليدي لأدارة الوقت والذي يرسخ الى أن أداء الأمور بشكل أكثر فاعلية ، يعطينا المزيد من السيطرة على حياتنا مما يحقق السلام والأنجاز، فيري أنه من غير المجدي أن نبني سعادتنا على مقدار قدرتنا على التحكم في كل شئ حولنا ، فنحن لا نملك السيطرة على القوانين والمبادئ الكونية .

الأهم من سرعة انطلاقك نحو هدف ما ,هو معرفتك الى أين تنطلق …

يري كوفي أن الأساليب المختصرة لاتحقق جودة الحياة ،ليس هناك طريق مختصر للوصول الى حياة أفضل . ولكن هناك ممر, والممر قائم على مبادئ، حظيت بالأحترام عبر التاريخ .

الفجوة بين الساعة والبوصلة ….

يري كوفي أن هناك فجوة بين الساعة والبوصلة ، وفجوة بين ما يعتبر هاما لنا وأسلوبنا في أنفاق الوقت . وهذه الفجوة لا يسدها المنهج التقليدي في إدارة الوقت ، والذي يقوم فقط على عمل الكثير من الأعمال بشكل أسرع . وسرعان ما نكشف أن زيادة سرعتنا في أداء الأعمال قد يجعل الأمور أكثر سوءا.

ان الجيد عدو الأفضل … كم من الناس تمنوا في نهاية حياتهم لو أنهم أنفقوا المزيد من وقتهم في العمل !!!

يوضح كوفي في كتابه أننا نختار كيف نمضي وقتنا سواء كان الأمر يتعلق بمدد طويلة أو تعلق بلحظات قليلة من حياتنا . ونحن نعيش أيضا في ضوء النتائج المترتبة علي هذه الاختبارات . وأغلبنا ليس سعيدا بتلك النتائج ، خاصة عندما نشعر بالفجوة بين كيفية إنفاقنا للوقت وبين الأمور التي نشعر بأهميتها في حياتنا . فأغلبنا يتمزق بسبب الأعمال التي يجب أن يقوم بها وبين ما يريد أن يقوم به هو ،وبين المسئوليات التي تقع عليه .

إدمان الطوارئ …

ينوه كوفي فى كتابة عن معنى الطوارئ فى حياتنا والذى يصل مع البعض لحد الإدمان ، حيث يري أن البعض منا يعتاد العيش يومياً على أساس معالجة الأزمات ، إلى حد أن العيش بهذه الكيفية يصبح مصدراً للمتعة والطاقة . مما يحقق شعوراً بالسعادة ، والأهمية ، والنجاح ، والقوة . الى إن نتقن العيش في ظل هذه الظروف .

 لكي تعيش وتحب وتتعلم وتترك بعدك الأثر الطيب …ادرك إن الأداء السريع ليس بديلاً للأداء الصحيح

توصل كوفي في كتابة الى فكر جديد لإدارة الوقت يرتكز على ثلاث أفكار رئيسية (إشباع الحاجات الأربع الرئيسية للإنسان – حقيقة مبادئ الشمال الصحيح – قوة الملكات الإنسانية الأربع )

وأوضح أن هناك حاجات أساسية في حياة الأنسان ، إن لم يتم أشبعها تصبح حياته فارغة وناقصة ، وقد يحاول ملء هذا الفراغ من خلال إدمان الطوارئ . ويرضي بهذا الأشباع الجزئي .

وأشار كوفي ، الى أنه يجب العمل على تحقيق التوازن والتفاعل بين الحاجات الأربع (المادية –الاجتماعية- الروحية – العقلية ) بطريقة مندمجة لتكون بمثابة تفاعل العناصر فى الكيمياء ينتج عنه الاشتعال الداخلي .

أبعاد الملكات الإنسانية الأربعة

أوضح كوفي ، أننا كبشر نملك قدرات ، أو ملكات معينة تميزنا عن غيرنا من أعضاء مملكة الحيوان .هذه الملكات تعيش موجودة داخلنا في المساحة ما بين المثير والإستجابة ، أي في المساحة ما بين ما يحدث لنا ،أو يمر علينا من الأشياء واستجابتنا لتلك الأحداث والأشياء. لتلعب دور هام في التوجه نحو الشمال الحقيقي يتمثل في (إدراك الذات – الضمير – الإرادة المستقلة – الخيال المبدع ).

وعرف كوفي ، رؤية الذات على أنها بؤرة عملية التحليل والعلاج النفسي . والضمير على أنه بؤرة التدين ، حيث القيم ومكارم الأخلاق ،والجوانب المتعلقة بالهدف من الحياة ، والحلال والحرام . و الإرادة المستقلة على أنها قوة الإرادة ،وهي منهج الشخص العادي في مصارعة الحياة للحصول على ما يريد ، وخلاصتها مبدأ ” لا حلاوة بدون نار ” . والخيال المبدع علي أنه بؤرة الرؤية ، وقوة العقل المتمثلة في التفكير الإيجابي والتأثير النفسي على النفس والغير والإيحاء ولغة الجاذبية .

الرؤية الملهمة …. من السهل أن تقول “لا” عندما تكون هناك “نعم” تلح عليك من داخلك

أستعرض كوفي ، في كتابه دور الرؤية المستقبلية فى تحفيز السلوك الإنساني لابداع والوصول لغير المتوقع فهي القدرة على أن نعيش من خلال خيالنا بدلاً من أن نعيش من خلال ذكرياتنا.

فعندما نتحدث عن ألهام الرؤية فإننا نتحدث عن طاقة عميقة ودائمة ، تنبع من إبصار شامل ، قائم على المبادئ ، والحاجات ، والملكات ، يذهب إلى أبعد من حيز الزمان والمكان .

أسطورة الرؤية … والذكرى الخالدة …

أشار كوفي الى إن الرؤية هي القوة الأساسية التي تدفع كل شيء آخر فى حياتنا . إنها تشحنا بالإحساس بقدرتنا المتفردة على العطاء الذي لا يمكن لسوانا القيام به . أنها توجهنا لوضع الامور الأهم اولاً , وتضع البوصلة أمام الساعة ، وتضع الناس قبل الأشياء والمواعيد . وبينما نحن نعيش ، ونحب ، ونتعلم ، وفي حياتنا هدف أسمى نبدأ بأكتشاف أن الذكرى الخالدة التي سنتركها وراءنا هي تلك الرؤية الصادقة .

ماهي جودة الحياة مالم تجد الوقت لتقضية مع منً تحب ؟!

اذهب وتعلم التوازن ، وابحث عن التناغم …

أشار كوفي ، في كتابه الى مفهوم جديد للتوازن حيث يري ان (التوازن لا يعني إما هذا وذاك ، وإنما يعني بالإضافة إلى …)، وأكد على أهمية ان يتعلم الانسان التوازن بين الأدوار في حياته ، ويحاول تحقيق التناغم بينها ، حيث أن التفاعل بين الأدوار يوفر الكثير من الوقت والجهد فى حل المشكلات .

قوة الأهداف … قد تكون لديك الرغبة في القيام بالأمور الصحيحة وربما كان وراء ذلك أهداف صحيحة. ولكن دون المبادئ الصحيحة لن تصل إلى أي هدف .

أوضح كوفي ، إن عملية وضع الأهداف المبنية على المبادئ هي عملية إيجاد التفاعل بين ملكات الأنسان ،و إن عملية وضع الأهداف المبنية على المبادئ تصبح فعالة متي شملت ( وضع أهداف بمثابة إطار – وضع قائمة للاحتمالات في شكل ربما – وضع أهداف أسبوعية ) . وإن قوة الأهداف المبنية على المبادئ تنبع من قوة المبادئ، وتحقق الثقة بأن هذه الأهداف ستحقق حياة أفضل ، وأننا وضعنا السلم على الحائط المناسب .

الكرامة الشخصية … لحظة الاختيار

تتوقف جودة الحياة علي ما يحدث في المسافة بين الإثارة ورد الفعل …

عرف كوفي ، في كتابه جوهر العيش طبقاً للمبادئ بإنها عملية شق قنااة داخلية مع الذات ، مع العمل بإخلاص وفقاً يأتي من خلال هذه القناة . أنها مسألة امتلاك الشخصية ، والقدرة على الأنصات للضمير ، والعيش وفق ما يمليه ذلك الضمير.فالحكمة هي مزاوجة بين العقل والقلب .وإن أولئك الذين ينصتون الى صوت الضمير لا يقنعون بالراحة التى تترب على إدمان الطوارئ ولكن يشعرون بالإنجاز العميق حتى في خضم التحديات والمشكلات , يذهبون إلى النوم وكلهم ثقة بأنهم قد قاموا بالأشياء الأهم التي كان من الواجب إنجازها خلال اليوم .إنهم يصلون إلى حد عميق من الرضا الداخلي وجودة الحياة .

مصدر مشكلات الأنسان أنه لايعيش وفق ما يمليه ضميره !!!

ويرجع كوفي ، مصدر مشكلات الأنسان إلى أنه لا يعيش وفق ما يملية ضميره ، وأن عليه أن يضع إيمانة في مبادئة وكرامته عندها سيحصل على الأمان النفسي وستأتيه الحكمة ، ليعيش وفقا للمبادئ السامية للحياة التي قامت عليها حضارات الإنسانية .

                                                     يتبع 

فن التعلم من الحياة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى