واشنطن تستعد لتنصيب بايدن في ظروف استثنائية.. وشوارعها تتحول لثكنات عسكرية
تحت إجراءات أمنية مشددة تستعد واشنطن لحفل تنصيب الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الذي وصفته وسائل الإعلام العالمية بأنه الأصعب علي مر التاريخ ، نظرًا للظروف الاستثنائية التي تتعرض لها البلاد، وأبرزها سيناريو الحرب الأهلية الذي يلوح في الأفق، وكذلك غياب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب عن حفل التنصيب وإجراءات كورونا التي ألقت بظلالها علي تنظيم مراسم الحفل. وتحت عنوان “أمريكا تحبس أنفاسها قبل أيام من حفل التنصيب” نشر موقع بيزنس انسايدر البريطاني تقريرا أكد فيه أن ترامب ابلغ عدد من المقربين أنه لن يغادر البيت الأبيض يوم التنصيب ، ورغم دعواته لأنصاره بعدم الخروج في احتجاجات جديدة إلا أن مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” أكد أن أنصار ترامب يخططون لاحتجاجات مسلحة و فوضي عارمة في أكثر من 50 ولاية أمريكية.
ويأتي ذلك بعد أيام من اجتياح “الغوغاء” كما وصفتهم وسائل الإعلام الأمريكية الكونجرس الأمريكي ، واكتشاف الكثير من المتفجرات حول مبنى الكونجرس ، فهناك الملايين من أنصاره يحشدون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في انتظار لحظة التنصيب لإثارة حالة من البلبلة وال فوضي المسلحة .
وفي مشهد لم يتكرر من قبل التقطت الصحف العالمية صورا للمئات من جنود الحرس الوطني ينامون داخل أروقة مبني الكونجرس ، وهو ما يؤكد أن شوارع واشنطن ستتحول إلي ثكنات عسكرية يوم التنصيب ، وذلك بعد قرار عمدة واشنطن بنشر أكثر من 20 ألف عنصر من الحرس الوطني الأمريكي في شوارع المدينة.
كما حذر ترامب ، بايدن، من استخدام الديمقراطيين التعديل الـ25 من الدستور الأمريكي لعزله من منصبه، مؤكدا أن ذلك سينعكس على بايدن وسيتحول إلى خطر يهدده هو وإدارته في إشارة إلي اندلاع أعمال عنف و فوضي .
واتخذت السلطات الأمريكية كل الإجراءات الصحية قبل حفل التنصيب، كما تم عمل بعض التغييرات في العديد من البروتوكولات الخاصة بالمراسم التي تم تقليصها ، حيث لم يستطع الكثير من المشاركة في هذا الحفل بسبب كورونا ، حيث سيكون الحفل افتراضيًا وستتمكن العديد من المحطات التليفزيونية الأمريكية من تغطيته ،كما تم إلغاء مأدبة غداء الكونجرس عقب التنصيب.
ومن المفترض أن يحصل أعضاء الكونجرس علي بطاقتين فقط واحدة لأنفسهم والأخرى للضيف ، وذلك بدلا من 200 ألف بطاقة كانت توزع علي ناخبيهم في الظروف العادية، كما سيتم عمل تكريم رمزي لضحايا كورونا .
ووصفت الصحيفة حادث اقتحام الكونجرس بالهجوم الإرهابي الذي يتطلب من أجهزة الأمن اتخاذ كافة الاحتياطات الممكنة لتوحيد الصف والتعامل مع أي أحداث قد نشهدها خلال حفل التنصيب ، الذي سيختلف عن أي حفل تنصيب آخر.
وتاريخيا لم يكن ترامب أول رئيس أمريكي يرفض حضور مراسم أداء يمين من يخلفه، فقد سبقه كل من جون آدامز وجون كوينسي آدامز وأندرو دونسون، إذ أن جون آدمز، وهو ثاني رئيس أمريكي ولم يحضر حفل تنصيب خلفه الرئيس توماس جيفرسون الذي خسر الانتخابات أمامه.
كما رفض جون كوينسي آدامز الرئيس السادس لأمريكا، حضور تنصيب خلفه الرئيس أندرو جاكسون ، وأما أندرو جونسون فقد كان أول رئيس أمريكي يقوم مجلس النواب بعزله من منصبه، وكان الرئيس الـ17 لأمريكا، وتولى الرئاسة لأنه كان نائب الرئيس عندما تم اغتيال أبراهام لينكولن، ودخل في صراع مع الكونجرس الذي سحب منه الثقة، وقد رفض جونسون حضور مراسم تنصيب خلفه يوليسيس جرانت.