المجتمع

نجلاء نادر تكتب .. “المراهقين والألعاب الإلكترونية”

تطورت الألعاب من مجرد العاب تعتمد على الحركة الجسمانية إلى العاب ذهنية تحتاج إلى إعمال العقل لإنجازها مثل “الشطرنج والسيجة”، وظلت البشرية تضيف مع أجيالها أنواعاَ مختلفة من الألعاب ، حتى ظهر  الكمبيوتر فأضاف بُعدًا جديدًا به الكثير من التحديات الذهنية إذ قدم لنا العاب المحاكاة التي فتحت مجالاً  واسعاً في البرمجة.

ومع تطور أجهزة الحاسبات ولغات البرمجة ونظم التشغيل نجد أن الألعاب الإلكترونية قد تطورت  حتى أصبحت تضاهي تطور الخيال البشري. وشاع استخدام الألعاب الإلكترونية  بين الأطفال والشباب والكبار.

تُعرف الألعاب الإلكترونية بأنها سلعة تجارية تكنولوجية، إذ إنها جزء صغير من العالم الجديد الناشئ من الثقافة الرقمية الحديثة، بالرغم من أنها ممتعة ومسلية، إلا أنها تؤثر على الفرد والمجتمع بطُرق متنوعة.

استخدام الألعاب الإلكترونية

انتشرت الألعاب الإلكترونية بشكل واسع وسريع في مختلف المجتمعات الأجنبية  والعربية، بل صارت بمثابة إدمان عند البعض، وقد استهدفت جميع فئات المجتمع من أطفال  إلى المراهقين والشباب والكبار على حد سواء وقد أظهر” تقرير صناعة الألعاب الإلكترونية في الصين للعام (2013 ) الذي أصدره الملتقى السنوي زيادة إلى عدد المستخدمين للألعاب الإلكترونية  إلى (490 ) مليون مستخدم في عام (2013 (بزيادة (20 )% عن نفس الفترة من العام (2014)

عدد الأمريكيين الذين يمارسون الألعاب الإلكترونية يبلغ (170 ) مليون أمريكي، ويقضي الأطفال في أمريكا أوقاتا طويلة في ممارسة الألعاب الإلكترونية تتساوى مع الوقت التي يمضونها في التعلم المدرسي.

وذكر موقع (جيمز اندسترى دوت) العالمي أن هناك 4.3 مليون لعبة إلكترونية تم بيعها في الأسبوع قبل الأخير من شهر مارس الماضي، بزيادة قدرها 63% عن الأسبوع السابق عليه، الأمر الذى أسهم فى زيادة القيمة السوقية العالمية لصناعة ألعاب الفيديو بنسبة 100 مع جائحة كوفيد 19 التي اجتاحت العالم.

قد تكون الألعاب الإلكترونية مشكلة كبيرة في حال تم استخدامها مِن قِبَل الطفل أو المراهق بشكل كبير ومُتكرِّر، دون تنظيم أوقات أستخدمها, حيث إن هذه الألعاب ستكون دافع لإهمال المسؤوليات الشخصيَّة، أو العائلية، أو التعليمية، في حين قد يتطوَّر حُب هذه الألعاب الإلكترونيَّة إلى الإدمان ، فَعِندَ مُحاولة توقيف الطفل أو المراهق عن استخدام هذه الألعاب سيُصاب بالحزن أو الانفعال الشديد، كما أنه قد يرغب بتمضية المزيد من الوقت في لعب هذه الألعاب.

أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال والمراهقين

•   الأضرار الجسمانية

–   ارتبط مفهوم الألعاب الإلكترونية بالعديد من المشاكل الصحيَّة كالسمنة  والتي تحصل بسبب كثرة استخدام هذه الألعاب وعدم الحركة .

–   كما يُمكن أن تُسبب الألعاب الإلكترونية آلام في مفاصل المستخدم  نظراً لفترات اللعب المتواصلة التي يُمضيها اللاعب دون استراحة، وقد تكون آلام في مفاصل الرقبة، أو مفاصل اليد، أو مفاصل الرسغ، أو مفاصل الساعد، كما يُمكن أن يؤدي لعب هذه الألعاب إلى نقص في فيتامين د، نظراً لعدم تعرض المستخدم لأشعة الشمس مما يجعله أكثر عُرضة للإصابة بمرض الكُساح الذي يُسبب ضعف في العظام، وبالتالي يؤدي إلى انثناء العمود الفقري والساقين.

–   كما تسبب الإصابة بأمراض العيون وضعف البصر وذلك بسبب التعرض لفترات طويلة للإشعاعات الضارة التي تؤثر على شبكية العين وايضا الإصابة بالصداع النصفي بسبب التعرض للأشعة الزرقاء التي تؤثر على المخ والأعصاب .

–   وفاة الطفل محمد سامح سلام 12 عاماً داخل منزله، بعد إصابته بسكتة قلبية نتيجة تركيز طويل، إثر ممارسته لعبة « #بابجي» لفترة طويلة ومتصلة .

•   الأضرار النفسية

–   تمت دراسة على مجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 إلى 17 عاماً لمدة ثلاث سنوات، وأشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن الألعاب الإلكترونية العنيفة تُحفز على السلوك العدواني لدى الأطفال نظراً لكثرة مُشاهدة الطفل لمشاهد العُنف

–   وأيضا مشاكل نفسيَة مثل الاكتئاب، والقلق، والرهاب الاجتماعي، كما أنها تؤدي إلى تدنِّي الدرجات الدراسية لهؤلاء المستخدمين من الأطفال و المراهقين.

–   تؤثر كثرة التعرض للألعاب الإلكترونية على الطفل والمراهق و تؤدى إلى القلق والتوتر واضطرابات النوم .

•   الأضرار الاجتماعية

–   تؤدى كثرة التعامل مع الألعاب الإلكترونية إلى العزلة اجتماعية لدى الأطفال والمراهقين، إضافة إلى التوتر الاجتماعي وفقدان المقدرة على التفكير الحر وانحسار العزيمة والإرادة لدى الطفل.

–   هذه الألعاب من أهم العوامل التي تحول دون ان يقوم الطفل والمراهق بالعلاقات الاجتماعية وتجعله شخصية انعزالية وسطحية ولا تبالى.

•   كيفية تجنب المخاطر النفسية والاجتماعية والصحية للألعاب الإلكترونية

–   صناعة البدائل للأطفال والمراهقين من الأنشطة الرياضية والثقافية وألعاب الذكاء وممارسة الهوايات .

–   تنظيم الوقت للأطفال والمراهقين وتحديد عدد الساعات الأسبوعية لاستخدام الألعاب الإلكترونية بوجهه خاص والأنترنت بوجه عام.

–   وضع قواعد داخل الأسرة لتنظيم الوقت وأيضا تحديد أوقات للتجمع الأسرى والعائلي حتى لا يترك الطفل والمراهق فريسة لإضاعة الوقت مع الألعاب الإلكترونية.

نجلاء نادر   

باحثة العلوم الإنسانية و أخصائية تعديل السلوك و الإرشاد الأسرى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى