وزير الدفاع الإسرائيلي: الهجوم على إيران سيكون “قاتلاً” و”مفاجئًا” والهجمات على شمال غزة تتواصل
حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت من أن الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير سيكون “قاتلا” و”مفاجئا”، بينما أمضى الجيش الإسرائيلي قدمًا في عملية واسعة النطاق في شمال قطاع غزة مع مواصلة هجومه البري في لبنان ضد حزب الله.
وأفادت وكالة أنباء “أسوشيتيد برس” الأمريكية :اليوم الخميس، أنه على الصعيد الدبلوماسي، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن مكالمتهما الأولى منذ سبعة أسابيع، حيث قال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض إن المكالمة تضمنت مناقشات حول مداولات إسرائيل حول كيفية ردها على هجوم إيران.
وأكدت الوكالة أن الدورة المستمرة من الدمار والموت في غزة تأتي في الوقت الذي توسع فيه إسرائيل هجومًا بريًا لمدة أسبوع ضد حزب الله في لبنان وتفكر في ضربة انتقامية كبرى على إيران في أعقاب وابل الصواريخ الإيراني الذي استهدف إسرائيل في الأول من أكتوبر الجاري.
وقال جالانت خلال خطاب ألقاه أمام القوات الإسرائيلية ليلة أمس الأربعاء:” ستكون ضربتنا قاتلة ودقيقة وفوق كل شيء مفاجئة. لن يفهموا ما حدث وكيف. سوف يرون النتائج. كل من يضربنا سوف يتأذى ويدفع الثمن”.
وكان حزب الله أعلن أمس الأربعاء مسئوليته عن هجوم صاروخي أسفر عن مقتل شخصين في بلدة كريات شمونة شمال إسرائيل. وقال رئيس بلدية البلدة بالإنابة أوفير يحزكيلي إن القتيلين كانا زوجين يمشيان مع كلابهما في حين قُتل العشرات في غزة .
ففي شمال القطاع، دارت معارك عنيفة في جباليا، وهو مخيم للاجئين في المناطق الحضرية يعود تاريخه إلى حرب عام 1948 التي أدت إلى إقامة إسرائيل، حيث نفذت القوات الإسرائيلية عدة عمليات كبرى خلال الحرب ثم عادت مع إعادة تجميع المسلحين. عانى الشمال بأكمله، بما في ذلك مدينة غزة، من دمار شديد وتم عزله إلى حد كبير من قبل القوات الإسرائيلية منذ أواخر العام الماضي.
وفي غزة، قال سكان جباليا، في مقابلة مع مراسل الوكالة إن آلاف الأشخاص محاصرون في منازلهم منذ بدء عملية الأحد الماضي، بينما تحلق الطائرات الإسرائيلية بدون طيار فوقهم وتقاتل القوات المسلحين في الشوارع. وقال محمد عودة، الذي يعيش مع والديه وستة أشقاء: “إنه مثل الجحيم. لا يمكننا الخروج”. وأضاف أن هناك ثلاث جثث في الشارع خارج منزله لم يتمكن أحد من انتشالها بسبب القتال.
وقال لوكالة أسوشيتد برس عبر الهاتف، متحدثا وسط صوت الانفجارات: “الطائرات الرباعية المروحية في كل مكان، وهي تطلق النار على أي شخص. لا يمكنك حتى فتح النافذة”. وقالت وزارة الصحة في غزة إنها انتشلت 40 جثة من جباليا من الأحد حتى الثلاثاء الماضيين و14 جثة أخرى من مجتمعات أبعد إلى الشمال. وأضافت أنه من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الجثث تحت الأنقاض وفي مناطق لا يمكن الوصول إليها.
ويخشى سكان جباليا أن تكون إسرائيل تهدف إلى إخلاء الشمال وتحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة أو مستوطنة يهودية حيث قال سكان إن إسرائيل أغلقت جميع الطرق باستثناء الطريق السريع الرئيسي المؤدي جنوبًا من جباليا. وقال أحمد قمر، الذي يعيش في جباليا مع زوجته وأطفاله ووالديه، في رسالة نصية:” الناس هنا يقولون بوضوح إنهم سيموتون هنا في شمال غزة ولن يذهبوا إلى جنوب القطاع”.
من جانبه، قال فضل نعيم، مدير مستشفى الأهلي في مدينة غزة، إنه استقبل عشرات الجرحى والجثث من الشمال، وأكد لوكالة أسوشيتد برس في رسالة نصية: “أعلنا حالة الطوارئ، وأوقفنا العمليات الجراحية المقررة، وصرفنا مرضى حالتهم مستقرة”.
وتابع نعيم أن 3 مستشفيات وهي كمال عدوان وعودة والمستشفى الإندونيسي أصبحت غير قابلة للوصول تقريبًا بسبب القتال. وتقول وزارة الصحة في غزة إن الجيش الإسرائيلي أمر المستشفيات الثلاثة بإجلاء الموظفين والمرضى. في الوقت نفسه، لم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى الشمال منذ الأول من أكتوبر، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.