الإمارات تؤكد ضرورة تعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات التقنية
أكد رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية الإماراتية طلال حميد بالهول، ضرورة العمل على تعزيز التضامن والتعاون العربي في مواجهة التحديات التقنية و”اللايقين” الذي يتسم به عالم اليوم، حيث التغيّر هو الثابت الوحيد، وحيث السرعة الفائقة هي الصفة الغالبة على التحولات في المفاهيم والتقنيات والأساليب.
جاء ذلك في كلمة “بالهول” أمام اجتماع الدورة الـ27 لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات الذي استضافته العاصمة “أبوظبي” برئاسة الإمارات وحضور وزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العرب ومن يمثلونهم ومشاركة وفود تمثل الدول العربية، والأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، وجامعة الدول العربية وممثلين عن عدد من الجهات والمنظمات التي تتمتع بصفة مراقب مثل المكتب الإقليمي العربي التابع للاتحاد الدولي للاتصالات، وعدد من المنظمات العربية العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وقال”بالهول” -رئيس الاجتماع- “يشكل قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات اليوم القاسم المشترك بين التغيرات الجذرية والعميقة في الإدارة والاقتصاد والتعليم والزراعة والصناعة والعمل الحكومي وطبيعة المدن والمستوطنات البشرية، ليكون بذلك هذا القطاع الهام البوابة التي ندخل عبرها إلى المستقبل الذي نرتضيه لمجتمعاتنا ولأجيالنا”.
ونوه “بالهول ” بالتجربة الناجحة للعمل العربي المشترك التي تجلت خلال المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية WRC-23، الذي عقد في دبي في الفترة ما بين 20 نوفمبر و15 ديسمبر الماضيين ،مضيفا ” يأتي اجتماعنا اليوم بعد أسابيع قليلة من اختتام المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية، حيث قدمت الوفود العربية نموذجاً حضارياً ومشرّفاً في التحلي بروح الفريق الواحد الفريق الذي يتشاور وينسّق ويدرس ويحلل، ثم يتخذ القرارات السديدة بناء على المعطيات الواقعية والاعتبارات المتعددة”.
واعتبر أن نجاح الفريق العربي للطيف الترددي ومن ورائه الدول العربية أثناء المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية يعطينا صورة عن النتائج التي يمكن للأمة العربية تحقيقها عندما نُحسن التنسيق في المحافل والمنصات الدولية كافة.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن محاور اجتماع دورة هذا العام تركزت حول العديد من المواضيع الرئيسية التي تمت مناقشتها ورفعها من قبل اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات الـ(53) والذي استضافته وترأسته الإمارات أمس.
وتضمنت بنود جدول أعمال الاجتماع المواضيع ذات الصلة بمسيرة العمل العربي المشترك في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأهمية تضافر الجهود العربية المشتركة لتعزيز البينة التحتية الرقمية، وسدة الفجوة الرقمية في العالم العربي، والوصول إلى مجتمع عربي متكامل رقمياً، وكيفية الاستفادة من التقنيات الرقمية الحديثة، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، ومراعاة تحقيق مبادئ التنمية المستدامة، وتشجيع الاستثمارات الرقمية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
واعتمد مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات البنود التي بدأت باجتماع اللجنة العربية الدائمة للاتصالات والمعلومات، والتي رفعت أعمالها إلى اجتماع المكتب التنفيذي، وتضمنت دعوة الدول العربية لمواءمة تجاربها في مجال التحول الرقمي مع الاستراتيجية الرقمية العربية التي تبنتها الإمارات لقياس مستوى نضج التحول الرقمي للقطاعات كافة، حيث تساعد الاستراتيجية الرقمية العربية الدول في تعزيز مسيرة التحول الرقمي وتطوير القدرات التكنولوجية وتحسين الخدمات المقدمة.
وتضمنت بنود الاجتماع أيضا مخرجات المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية WRC-23 الذي استضافته الإمارات في الربع الأخير من عام 2023، ونتائج اجتماعات فرق العمل التابعة للجنة العربية الدائمة للاتصالات والمعلومات، والمقترحات التي قدمتها الدول خلال الاجتماع لتحسين آلية عمل المجلس، بما في ذلك تقديم الإمارات مقترحا حول معايير المرشحين العرب للمناصب القيادية في المنظمات الدولية وعلى وجه الخصوص الاتحاد الدولي للاتصالات؛ وذلك بهدف اعتماد مقاربة عربية موحدة في هذا الشأن وحظي هذا الاقتراح بدعم الدول كافة.
جدير بالذكر أن مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات هو الهيئة التنفيذية العليا لتنمية مجتمع الاتصالات وتقنية المعلومات العربي، وهو أحد المجالس الوزارية المتخصّصة التي تعمل تحت مظلة مجلس جامعة الدول العربية، في حين تنبثق اللجنة العربية الدائمة للاتصالات والمعلومات عن هذا المجلس، وتعقد اجتماعاتها مرتين في العام قبل اجتماعات المجلس الوزاري والمكتب التنفيذي.