المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة
قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إن مشاركتنا لشركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم وتبادل الفرحة معهم هي من قبيل السلام والمحبة وحسن الجوار، وإن قيادات المؤسسات الدينية الرسمية تتبادل الزيارات مع قيادات الكنائس في مودة واحترام.
مشيرا إلى أن ذلك مظهر من مظاهر البر والرحمة والتعامل بالرقي الإنساني الذي كان يفعله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع من جاوره أو تعامل معه منهم، وعلى ذلك سار المسلمون سلفا وخلفا عبر تاريخهم المشرف وحضارتهم النقية وأخلاقهم النبيلة السمحة التي دخلوا بها قلوب الناس قبل أن يدخلوا بلدانهم.
وأضاف مفتي الجمهورية خلال حلقة برنامج “اسأل المفتي” على أحدى الفضائيات أن التجربة التاريخية أو الحالة المصرية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن المصريين جميعا يعيشون في أخوة وتعاون وتكامل، وفي عمق التاريخ تظهر الفتاوى المصرية حريصة أشد الحرص على تعزيز هذه العلاقات الطيبة بين المصريين جميعا.
وأكد أن هناك الكثير من أحكام المعاملات في الفقه الإسلامي الدالة على العيش المشترك بين المسلم وغير المسلم; بل وجدت في تاريخ المسلمين علامات تدل على التعايش، سواء بين غير المسلمين في مجتمع المسلمين أو المجتمعات ذات الأغلبية غير المسلمة، فقد جعل الله عز وجل للأخوة الإنسانية حقا يجب مراعاته.
وشدد على أن النسيج المجتمعي المصري لم يميز بين مواطن وآخر، في منظومة متناغمة تحقق العيش المشترك الذي تحيطه المحبة والتسامح والسلام، وهو ما ينطلق ويتطابق مع مبادئ وثيقة المدينة التي تعد أول دستور حقيقي لمبدأ المواطنة.
وأوضح فضيلة المفتي أن سمات الشخصية المصرية سمات نبيلة وأخلاق راقية تنطلق من أن اختلاف الناس في ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم وعقائدهم ما هو إلا آية من آيات باهرة للخالق سبحانه ودلالة على اتساع مجال العمران في هذه الحياة بما تمثله هذه التعددية من سبب دافع للتعارف.
وردا على سؤال عن حكم تولي المرأة للمناصب القيادية; قال المفتي إن تولي المرأة للمناصب القيادية أمر جائز شرعا، والشريعة الإسلامية إذ تقرر ذلك لم تنظر إلى النوع، إنما اعتبرت الكفاءة والقدرة على إنجاز الأمور على أتم وجه، وفي مواقف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يحض على الثقة بالمرأة وإعطائها من الحقوق والقيادة ما تكون مؤهلة له.
وأضاف أن الشريعة الإسلامية تحتفي بالمرأة وتمنحها كافة حقوقها المشروعة، كما أن المرأة المصرية حققت مكاسب عديدة ونجاحات غير مسبوقة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وحظيت بالمكانة اللائقة التي تستحقها، وهو ما جعل المؤسسات والمنظمات الدولية تشيد بالإجراءات التي اتخذتها القيادة السياسية المصرية لدعم المرأة، بما يجعلنا لا نبالغ حين نصف عهد الرئيس السيسي بأنه “العصر الذهبي للمرأة المصرية”.
واختتم المفتي حواره بالتأكيد على عناية الدولة المصرية بتمكين المرأة في مختلف الوظائف والمناصب القيادية في الدولة، كما عدلت الدولة التشريعات والقوانين لصالحها، ولضمان حقوقها وحصولها على الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقد أطلقت الدولة المصرية، ممثلة في أجهزتها ومؤسساتها التنفيذية، العديد من المبادرات التي حققت أهداف المرأة على مستوى الصحة والتمكين الاقتصادي والاجتماعي ورفع وعي المجتمع بدورها المحوري في بناء المجتمع.