الرئيس السيسي: الأولويات المصرية في المرحلة الحالية تتمثل في وقف نزيف الدماء في غزة من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الأولويات المصرية في المرحلة الحالية تتمثل في وقف نزيف الدماء في قطاع غزة من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار والنفاذ الآمن والمُستدام للمُساعدات الإنسانية وتجنُب استهداف المدنيين والمُنشآت المدنية في القطاع، مشددا على ضرورة تسوية جذور الصراع والتعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي، اليوم الثلاثاء، خلال مشاركته في القمة الاستثنائية لمجموعة “البريكس” عبر تقنية “الفيديو كونفرانس” والتي انعقدت لمناقشة التطورات الإقليمية في الشرق الأوسط وخاصة الأوضاع في قطاع غزة.
وقال الرئيس السيسي “إن قمتنا هذه تأتي في توقيت حرج يشهد فيه الفلسطينيون تصعيداً مُستمراً، في قطاع غزة والضفة الغربية، أودى بحياة آلاف المدنيين، ثُلثيهم من النساء والأطفال، كما تعرض القطاع بأكمله إلى عقاب جماعي وحصار وتجويع وضغوط من أجل التهجير القسري، وأتت هذه المشاهد الإنسانية القاسية لتكشف عجز المجتمع الدولي وجمود الضمير الإنساني”.
وأضاف الرئيس “لقد رحبّت مصر بالجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في قطاع غزة، وفي مُقدمتها قرار مجلس الأمن 2712، الذي دعا إلى التوصل العاجل إلى هدن وإنشاء ممرات إنسانية مُمتدة في جميع أنحاء القطاع، وتدعو مصر في هذا الإطار المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال من أجل الامتثال لتنفيذ هذا القرار”.
وأشار إلى أن مصر عارضت وأدانت قتل المدنيين من جميع الأطراف، وتدين في ذات الوقت، وبأشد العبارات، استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، وخاصةً المستشفيات، وتؤكد أن المجتمع الدولي يتحمل مسئولية إنسانية وسياسية لإنقاذ المدنيين في غزة ووقف هذه الممارسات اللاإنسانية التي تجعل الحياة والمعيشة في غزة مستحيلة مما يُجبر الناس على ترك بيوتهم وأراضيهم.
وأكد أن مصر تبذل كافة الجهود من أجل تخفيف مُعاناة الفلسطينيين في غزة حيث قامت بفتح معبر رفح الحدودي منذ اللحظة الأولى لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع وخصّصت مطار العريش لاستقبال المساعدات من مختلف دول العالم، ولكن تتسبب الآليات الموضوعة من السلطات الإسرائيلية في تعطيل وصول المساعدات لمُستحقيها ،ومن ثم، فإن ما يدخل غزة من المساعدات أقل بكثير من احتياجات أهلها، وهو ما يتطلب وقفة من المجتمع الدولي لضمان نفاذ المساعدات بالكميات المطلوبة لإعاشة أهالي غزة.
وشدد الرئيس السيسي ، على أن مصر كانت ،ولا تزال، تُعارض الضغط على الفلسطينيين في قطاع غزة وتقف ضد محاولات إرغامهم على ترك أرضهم وبيوتهم سواء بشكل فردي أو جماعي، كما تقف مصر ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين بشكل قسري، داخل أو خارج غزة، خاصةً وأن ترك الفلسطينيين لأرضهم، مخالفة جسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كما أن أطروحات إعادة احتلال إسرائيل للقطاع لا تزيد الموقف إلا تأزيماً وتعقيداً.
وتابع الرئيس :” كما أن المجتمع الدولي يقف صامتاً كذلك أمام عُنف غير مُبرر من قبل المستوطنين إزاء الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأمام ما تشهده الضفة من اقتحامات عسكرية يومياً من قبل الجيش الإسرائيلي، وهي كلها سياسات مرفوضة تسهم في إشعال المنطقة وزيادة مناطق التوتر بها”.
وثمن الرئيس السيسي ، الدعوة إلى هذا الاجتماع المهم، معربا عن خالص تقديره لقرار قمة البريكس بجوهانسبرج ، بدعوة مصر للانضمام إلى التجمع، وهي الدعوة التي أؤكد ترحيب بلادي بها، معرباً عن ثقته في أن ذلك سيتيح لنا تعزيز التعاون والتنسيق المشترك على أساس مبادئ التضامن، والاحترام المتبادل، واحترام القانون الدولي.