حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن..موضوع خطبة اليوم الجمعة
يؤدى أئمة المساجد في جميع أنحاء الجمهورية، خطبة اليوم الجمعة، تحت عنوان “حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن”، وهو الموضوع الذى حددته وزارة الأوقاف، فى وقت سابق ضمن خطتها للخطبة الموحدة.
وشددت وزارة الأوقاف على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير وألا يزيد زمن الخطبة عن 15 دقائق،، لتكون ما بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية معا كحد أقصى، مع التأكيد على أن البلاغة الإيجاز، ولأن ينهي الخطيب خطبته والناس في شوق إلى المزيد خير من أن يطيل فيملوا، وفي الدروس والندوات والملتقيات الفكرية متسع كبير.
نص الخطبة
جاءت خطبة الجمعة بعنوان «حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن»، وبدأت بقول: «الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم يظلمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُهْتَدُونَ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عليهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد».
أضافت خطبة الجمعة: «فقد أولى القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة الأمن عناية بالغة، فقد امتن الله (عز وجل على عباده في كتابه الكريم بنعمة الأمن، إذ يقول الحق سبحانه الإيلاف قُرَيْش إيلافِهِمْ رحلة الشَّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعِ وَآمَنْهُمْ مِنْ خَوْفٍ، ويقول سبحانه: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا أَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، ويقول تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا أَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)، وجعل نبينا صلى الله عليه وسلم الأمن في مقدمة النعم التي ينبغي أن تُشكر، يقول (عليه الصلاة والسلام): (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبه، مُعَافَى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيْزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَدَافِيرِهَا)».
وتابعت: «لأن الأمن مطلب إنساني عام به تستقيم حياة الناس وتحل السكينة والطمأنينة قلوبهم، فقد جعله خليل الرحمن إبراهيم (عليه السلام في مستهل دعائه لربه، حيث يقول الحق سبحانه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقُ أَهْلَهُ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)، ويقول سبحانه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصنام، وجعل سيدنا يوسف عليه السلام) الأمن دعوة لمصر وأهلها، حيث يقول سبحانه: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}.
كما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن ندعو الله (جل وعلا) أن يهبنا الأمن والأمان، حيث يقول صلى الله عليه وسلم): (اللهم إني ) الدُّنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي ، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)، وكان صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الهلال مطلع كل شهر قمري، ويدعو الله تعالى أن يجعله هلال أمن وأمان وسلم وسلام، فيقول (صلى الله عليه وسلم): (اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ).
واستكملت خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف: كما جعل صلى الله عليه وسلم) المؤمن الحق هو من أمِنه الناسُ وسلموا من أذاه، يقول عليه الصلاة والسلام: (المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَه. وقد جعل الحق سبحانه الأمن جزاء المتقين يوم القيامة، وجعله من أعظم ثوابهم في الجنة، حيث يقول الحق سبحانه: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعِ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ، ويقول سبحانه: {لا يَحْزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ المَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ، ويقول تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمنين، ويقول سبحانه: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامِ أَمِين * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، ويقول تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضَّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ.
وجاء الجزء الثاني من الخطبة: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. إن القرآن الكريم يربط بين الأمن والإيمان والحفاظ على هذه النعمة وعدم جحودها أو إنكارها أو نكرانها، أو الخروج على مقتضيات الحفاظ عليها، فيقول الحق سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أَوْلَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ).
ويقول سبحانه: { لَقَدْ كَانَ لِسَبأ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينِ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةً طَيِّبَةً وَرَبُّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُل خَمْطِ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرَى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّاماً آمِنِينَ)، ويقول سبحانه: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنعُونَ.
وأشارت خطبة الجمعة، إلى أن من أهم النعم التي يجب علينا جميعًا الحفاظ عليها نعمة الأمن في الأوطان، فإذا ضاع الوطن فلا أمن ولا أمان والحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان. اللهم ارزقنا الأمن في أوطاننا وأدم عليها نعمة الأمن والأمان”.