انتظرتُكِ كثيرًا
قلم / فرح حرب
انتظرتُكِ كثيرًا….
تزاحمت الأفكار داخل رأسي إلى أن أصابني الصداع الأبدي
فلا الدواء بات يُجدّي نفعًا و لا الصداع كان يترنح عن جسدي
و لا هذا القوام ظلَّ على حاله، و لا التعب كان يهرب مني!
مُهجتي بالانتظار
فكثيرة هي الساعات التي عشت جميع تفاصيلها بمفردي، كنت أجلس على المقعدِ ألتفت يمينًا يسارًا جنوبًا شمالًا حتى احتفظن بكل ملامحي و احتفظت بكل ملامح المكان إلا وجهكِ
لا شيء يذكر غير تفاصيلكِ يا عزيزتي!
كانَ صدري يذوبُ انتظاراً
الساعة الحادية عشر و واحد و عشرون دقيقة
عندما أوقفتني عند تلك العقارب و ادعيتي أن الأمنيات تتحقق آمنتي بكلام الأساطير و جعلتني أصدقها معكِ دون أن يتقبلها عقلي، أعرفكِ تمامًا أعلم كل الأساطير التي قصصتها عليَّ في هذا المكان و ذاك، أقدس كل أشيائك إلا أنكِ في هذه المرة لم تُمارسي أسطورتكِ ايايَّ، لا شك في أنكِ غارقة في النوم
والحلم لا يريد أن يفارقك، لاشك في أن ملاك الأحلام قد وقع بغرامكِ لا بلّ أأكد ذلك، يا الاهي من لوعة قلبي!
انتظرتكِ أنا و كُرسيكِ الفارغ….
لأول مرة يا عزيزتي يكون فارغًا، باهتًا، مخيف، كئيب، أكُنتِ أنتِ الحياة حتى لتلك الأجسام الجامدة التي لا تعي الحياة مطلقًا، أم أنني أنا من يشاطر الحياة منك و يقتات وجودهُ كل شيء منكِ يُضفي معنى آخر لحياتي و لكن!
غدوتُ ضحيةَ تعذيبِ الانتظارِ المُرّ
ولكنكِ لم و لن تأتي مجددًا
سأعود لِلعيش داخل ذنوبي و أقترف المزيد منها
إلى أن يأتي موعد اللقاء الأبدي كصداع رأسي!
كانتظاريَّ الأكثر وجعًا!
كالساعة التي لدغتني بعقاربها!
كالحياة التي تعيشينها في الموت يا عزيزتي!
عَذّبتي في كل أيامي إلا أنني سأبقى أنتظركِ دائماً، يا ياسمينتي! فلو كانَ جلّ المُرّ محصوراً في أمرين لكانَا الفقد والانتظار.