تفشي المرض لأسماك تعيش في مياه شبه متجمدة منذ سنوات
تطورت أسماك أنتاركتيكا لتزدهر في ظل ظروف لا تطاق، إذ إنها تعيش في درجات حرارة دون الصفر مئوية.
من هذه الظروف أنها تعيش أحيانا في درجات حرارة متجمدة في المحيط الجنوبي المليء بالجليد، وتحاف على أجسامها من التجمد عن طريق إنتاج بروتين مضاد للتجمد في دمائهم.
ولكن الآن، تواجه أسماك أنتاركتيكا تهديدا جديدا، وهو مرض جديد يشمل أوراما جلدية كبيرة.
ويقول ديتريش، أحد مؤلفي الورقة البحثية: “قد تكون هذه إشارة تحذير مبكرة لتأثير ارتفاع درجة حرارة المحيطات، نظرًا لأن المناطق القطبية، البحرية والبرية، تزداد احترارا بسرعة أكبر من المناطق المعتدلة، فإنها تعمل كمؤشر لتأثيرات تغير المناخ”.
وإذا كان الضغط الناجم عن تغير المناخ، كما يعتقد العلماء، هو الذي تسبب في تفشي هذا المرض الجديد، فهذا مثال محتمل لما قد نتوقع رؤيته في خطوط العرض الأكثر اعتدالًا”، كما يوضح ديتريتش.
ويضيف: “يجعل هذا الاكتشاف من الأهمية أن يكون الناس على دراية بإمكانية الإصابة بمرض بسبب الإجهاد المناخي في أنتاركتيكا وخارجها”.
واكتشف العلماء تفشي المرض في عام 2018 خلال رحلة بحثية على طول شبه جزيرة غرب أنتاركتيكا، وجمع الفريق البحثي الأسماك السليمة والأسماك المصابة بالأورام لتحليلها لاحقًا.
وباستخدام العينات التي أعيدت إلى الولايات المتحدة، بمساعدة عالم الفيروسات أرفيند فارساني من جامعة ولاية أريزونا، أجرى الباحثون دراسة ميتاجينومية لتحديد ما إذا كان فيروس هو الذي يسبب الأورام، وبدلاً من ذلك، وجدوا أن طفيلي ميكروبي هو الجاني.
وافترض الفريق البحثي أن الاحترار الذي يحدث في المحيط الجنوبي يضع ضغوطًا فسيولوجية على الحيوانات، ويمكن أن يقلل هذا من مقاومة الأسماك للعدوى بواسطة الطفيليات، ومن الممكن أيضًا أن تؤثر الظروف البيئية المتغيرة في المحيط الجنوبي على الطفيليات لتحسين انتشارها أو قدرتها على العدوى.
وستكون الخطوة التالية هي إثبات أو نفي الصلة بين المياه الدافئة والمرض، وفي حالة إنشاء علاقة سببية، سيشير ذلك بوضوح إلى الضرر المحتمل في جميع أنحاء الكوكب من الأمراض التي يعززها تغير المناخ.