المجتمع

سهر الليالي

قلم / د. شيرين جودة نصر

بقدر الكد تكتسب المعالى                 ومن طلب العلا سهر الليالي

ومن رام العلا من غير كدٍ               أضاع العمر في طلب المحال

                                                                                                            الإمام الشافعي

من منا لا يحلم بالنجاح سواء كان هذا النجاح فى الدراسة أو العمل أو شتى مناحي الحياة، ولكن هل يصبح النجاح وحده الآن هو الغاية والمبتغى ؟ هل النجاح العادي الذى يشترك فيه الكثيرون يُعد مطلباَ مقنعاً لأن نأخذ به ويصبح هو الغاية الوحيدة بالنسبة لنا ؟

كثيراً ما سمعنا عن أناس نجحوا في  مجالات عديدة لكن بمرور الوقت نجد أن أسمائهم  قد اختفت وقليلاً ما سمعنا عن أناس تفوقوا في مجالات و لازلنا نسمع عنهم وهذا  يرجع إلى وجود اختلاف بين النجاح والتميز.

 فى البداية دعونا أولاً نتعرف على النجاح ، فالنجاح هو قدرة الإنسان على تحقيق الغايات والأهداف التي يطمح إليها في حياته، سواءً على الصعيد الدراسي، أو المهني، أو الاجتماعي، حيث يرتبط ذلك بصورةٍ مباشرةٍ باتباع العديد من الخطوات التي تضمن تحقيق هذه الأهداف في الأوقات المخصصة لها، وذلك من منطلق أنّ النجاح يعدّ نتاجاً للعمل الجاد وللجهود الإنسانية المتواصلة، وفيما يلي توضيح لأبرز الخطوات الكفيلة بتحقيق النجاح.

خطوات تحقيق النجاح:

1-         عقد النية: وذلك بالعزم والتصميم على الوصول لتحقيق الهدف.

2-         وضع خطة واضحة لكل خطوة فى سبيل تحقيق هذا الهدف .

3-         الاجتهاد والمثابرة: فالإنسان الناجح يسعى بكلّ ما فيه حتى يحقق تفوقه وتميزه.

4-         الثقة بالنفس: لان الشعور بالخوف من الفشل هو من أهم معوقات التقدم وإحراز النجاح.

5-         التعلّم من الأخطاء واستثمارها في فعل الأشياء الصحيحة.

صفات الشخص الناجح:

1-         الانضباط والالتزام والتخلي عن الحياة الفوضوية.

2-         القدرة على ضبط النفس والسعي بجدّ لتحقيق الأهداف.

3-         البحث الدائم عن المعلومات الجديدة وطلب المعرفة.

4-         الاهتمام بالآخرين ومراعاة شعورهم .

5-         المحافظة على الصحة ، وممارسة الرياضة وتناول مأكولات صحية.

6-         التحكم في الأعصاب والانفعالات حتى في الأوقات شديدة الصعوبة.

7-         ذو خيال واسع ولديه طموح كبير. محبّ للمغامرة والمجازفة وتجربة أمور جديدة.

8-         ودود ولطيف جداً يتمتع بأخلاق عالية ويكسب احترام الآخرين وتقديرهم.

9-         ملتزم جداً بالخطط ويسعى دوماً لتحقيقها.

معوقات النجاح:

1-         عدم الثقة بالنفس: ويرجع ذلك إلى: تهويل الأحداث وإعطاء المواقف اهتماماً أكبر مما تحتاج، وتضخيم الأمور، والإحساس الدائم بأنّ كل الأشخاص يركزون على نقاط الضعف والأمور السلبيّة في الشخصية.

2-         القلق والخوف من الفشل:  ويعد هذا من أهم معوّقات النجاح، فتوقع الفشل وفقد الإرادة والعزيمة، من شأنه أن يحول الإنسان من إنسان نشيط  إلى إنسان كسول غير قادر على القيام بأبسط المهام.

3-         التسويف والتأجيل: وهذا يعتبر دليلاً على قلة الثقة بالنفس وعدم تقدير الشخص لما يملك من مهارات وذكاء للقيام بأي شيء، لذلك يجب على الإنسان معرفة نفسه وقدراته وعدم التقليل من شأنه.

4-         عدم وضوح الأهداف: فالأهداف غير الواضحة لا تمكّن الإنسان من تحديد رؤيته فى الحياة، لذلك من الضروري وضع أهداف محددة وواضحة وتخيلها بعد إنجازها لجعلها وقوداً للعقل والجسم يمدهما بالطاقة اللازمة لتنفيذ هذه الرؤية.

5-         عدم إدراك الوسائل المساعدة على النجاح: هناك العديد من الوسائل التى تساعدنا على تبسيط العمل وضمان عمله بصورة صحيحة ، فعلى الإنسان الذى يرغب فى تحقيق اهدافه البحث عن هذه الوسائل ومعرفة كيفية استخدامها لهذا الغرض.

والان نأتي لنتعرف معا على التميز وهو أعلى درجة من مجرد النجاح رغم أهمية النجاح بلا شك ، فالتميز هو: وضع جُل طاقة الإنسان وخبراته للوصول لهدف واحد وهو تحقيق طموحه والسعي فى طريقه حتى يصبح قدوة يحتذى بها ومنارة للعلم والمعرفة والثقافة.

وليس شرطاً لتحقيق التميز هو التميز فى جميع المجالات بل يكفى أن يركز الإنسان على مجال واحد يجد فيه نفسه ويرضى طموحه.

والنجاح والتميز لا يتحققان إلا بمكارم الأخلاق وعدم الانسياق خلف الغش والكذب والنفاق والتدليس حتى يبارك الله سبحانه وتعالى فى نجاحه وتميزه اذا ما وصل اليه بطريق مشروع.

كذلك لا ينبغي للإنسان أن يعتبر أن نجاح الآخرين وتميزهم يعدّ انتقاصًا من نجاحه هو فهذا النجاح من شأنه أن يحرك الروح التنافسية بين الناس.

صفات الإنسان المتميز:

6-         لديه ثقة عالية بالنفس ومؤمن بقدراته  الذاتية الداخلية والخارجية، مثل: قدراته العقلية، والفكرية، والثقافية، والبدنية.

7-         يتجنب التفكير في الأخطاء والوقوف عندها، بل يتعامل مع التجارب الجديدة على أنّها فرصةٌ للتغيير نحو الأفضل.

8-         يبتعد تماماً عن الأشخاص المحبطين: لأنّ مشاعرهم السلبية من الممكن ان تنتقل إليه بسهولة وتؤثر على همته وعزيمته.

9-         قوة الإرادة والعزيمة: والانطلاق من مبدأ أنّ طريق الألف ميل يبدأ بخطوةٍ واحدة، وأنّ الطرق السهلة والبسيطة لن توصل إلى نتائج مجديةٍ، ولن تحقق نجاحاً باهراً.

10-      الحرص على التعلم المستمر: وخاصة في ظلّ الكم الهائل من المعلومات التي تظهر كلّ ثانية، والتقنيات الحديثة وذلك لضمان القدرة على التعامل معها.

11-      الإتقان في العمل: والحرص على جودة الأداء وعدم الإلهاء وضياع الوقت فيما لا يفيد.

12-      تحسين علاقته بالآخرين: لان ذلك من شأنه أن يخلق الفرص الجيدة، لنمو العلاقات وزيادة تقدير الشخص لنفسه ولمجتمعه المحيط به.

13-      تحديد الأهداف بدقةٍ: ووضع زمن بداية ونهاية كلّ هدف، والحرص على جمع كافة الأدوات الخاصة بتحقيق هذه الأهداف، والبحث عن سبل أخرى يمكن الحصول عليها مستقبلاً لضمان تحقيق الغايات بعيدة المدى.

14-      المنافسة الشريفة: والحرص على الارتقاء بذاته وتقلد المناصب المتقدمة والإيمان بقدراته وانه يستحق الأفضل

15-      الصبر وعدم استعجال النتائج: وعدم الاستسلام للمشاكل، والسعي لحلها فور حدوثها، تفادياً لتفاقمها.

16-      تنظيم الوقت: والإيمان بأنّه أحد أهمّ مقومات النجاح.

ولتحقيق النجاح والتميز لا بد من اتباع الآتي :

1-         الإيجابية وشحن النفس بالطاقات الجيدة، وتجنب الأفكار السلبية ، وإحاطة النفس بالأشخاص الناجحين الإيجابيين المفعمين بالحياة واتخاذهم نبراساً يحتذى به.

2-         الاستفادة من الخبرات والتجارب السابقة، وعدم اعتبار الإخفاق فى عمل ما هو نهاية العالم بل يجب توظيف الدروس القديمة في المواقف الجديدة؛ لتفادي تكرار الأخطاء، وضمان التقدّم للأفضل.

3-         وضع خطةٍ بالمهام التي يجب القيام بها وكتابتها، ومتابعتها بشكلٍ يومي، وتجديدها عند بداية كلّ أسبوع.

4-         الترفيه عن النفس  لتجديد الطاقة.

5-         التحديد الواضح لأسباب الرغبة فى النجاح والتفوق مثل: ضمان مستقبلٍ أفضل، وتوفير الحياة الكريمة، وتحقيق مكانةٍ اجتماعيةٍ مناسبةٍ بين الناس…. الخ لأن هذا التحديد هو بمثابة الرغبة المشتعلة التى تتقد بداخلنا لتحفزنا على النجاح والتميز.

كلمة أخيرة …

النجاح وحدة ليس غاية لذاته ، ولكن لابد له من أن يكون مميزاً

                                                                        د/ شيرين جودة نصر

                                                            استشاري تنمية ذاتية وعلاقات أسرية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى