تقارير

21 فبراير.. يوم تضامن العالم مع الطالب المصري

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 وفى فبراير 1945 اجتمعت اللجنة التنفيذية العليا للطلبة في مصر ـ وكانت بمثابة الاتحاد العام للطلاب ـ  وأصدرت قرارًا بدعوة الطلاب لعقد مؤتمرات عامة يوم 9 فبراير لمناقشة الحالة الحاضرة، وهاجمت مبدأ الدفاع المشترك مع بريطانيا وطالبت بعدم الدخول في المفاوضات إلا على أساس الجلاء التام، ولوحت الحكومة للصحف بالقانون الذي يحظر نشر أخبار صحيحة أو كاذبة عن حوادث الإضراب أو المظاهرات التي يقوم بها الطلبة أو غيرهم وذلك حتى لا تسري عدوى “الهياج العام”، ولكن تزايدت المظاهرات والإضرابات حتى كان يوم 9 فبراير يوم انعقاد المؤتمرات التي دعت لها اللجنة التنفيذية العليا للطلبة.

انعقد المؤتمر العام الأول في جامعة فؤاد الأول بالجيزة وشارك فيه كثيرون من طلبة المعاهد والمدارس، وأعلن المؤتمر اعتبار المفاوضة عملاً من أعمال الخيانة يجب وقفه، وطالب بإلغاء معاهدة 1936 واتفاقيتي 1899 الخاصتين بالسودان وضرورة جلاء القوات البريطانية فورًا.

بعد ذلك خرجت من الجامعة أضخم مظاهرة عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية، فعبرت شارع الجامعة ثم ميدان الجيزة إلى كوبري عباس، وما أن توسطته حتى حاصرها البوليس من الجانبين وفتح الكوبري عليها وبدأ الاعتداء على الطلبة، فسقط البعض في النيل وقتل وجرح أكثر من مائتي فرد، وفي ذات اليوم حدثت مظاهرة في المنصورة أصيب فيها 7 طلاب و3 جنود واعتقل أربعة، كما اعتقل عدد من الشباب في أسوان، وفي اليوم التالي عمت المظاهرات القاهرة والأقاليم، وفي يوم 11 فبراير صادرت الحكومة الصحف التي كانت تنشر أخبار المظاهرات وحوادث الاشتباك مع البوليس و لكن لم يمنع ذلك الهيئات المختلفة من الاحتجاج على القمع الحكومي للمظاهرات .

وفى يوم 21 فبراير من نفس العام خرجت مظاهرات طلابية في أنحاء متفرقة من العالم  لتعلن تضامنها مع الطلاب المصريين الذين سقطوا فى ذلك اليوم وتكريماَ لذاكراهم و احتراماً لنضالاتهم ضد الاحتلال و سعيهم لنيل الاستقلال، ليقود الطالب المصري العالم، وتذكر الحركة الطلابية في مصر كواحدة من أكثر الحركات الطلابية تأثيرًا.

لذا، تظل الحركة الطلابية المصرية في نظر الكثيرين هي الأجدر تاريخياً بكونها تمثل الطالب العالمي، فقد قاد الطالب المصري انتفاضات كثيرة، وكان هو المحرك الأساسي لها، وشكّل الطالب المصري فى فترات كثيرة وعى أجيال تسبقه، ولكنه كان أكثر إدراكًا للواقع وكان وعيه يسبق المواقف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى