“فاينانشيال تايمز”: بايدن يؤكد في مؤتمر “ميونخ” انفصاله الواضح عن سياسات ترامب
سلطت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها الصادر اليوم السبت الضوء على كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الليلة الماضية أمام مؤتمر “ميونخ” للأمن”؛ حيث أكد للقادة الأوروبيين أن الولايات المتحدة تريد “استعادة مكانتها كقائد موثوق به”، مستخدماً أول خطاب دولي له كرئيس لتجديد التزام أمريكا بالتحالف عبر الأطلسي بعد أربع سنوات من “الانعزالية” في عهد سلفه دونالد ترامب.
وحث بايدن، في كلمته أمام المؤتمر الذي عُقد عن بعد في ظل استمرار تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، الولايات المتحدة وأوروبا على “الاتحاد والاستعداد معًا لمنافسة استراتيجية طويلة الأمد مع الصين”، وأشار (حسبما ذكرت الصحيفة في تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني) إلى أن العالم يواجه منافسة بين الديمقراطية والاستبداد.
وقال:” كانت السنوات الأربع الماضية صعبة، لكن يتعين على أوروبا والولايات المتحدة القيادة بثقة مرة أخرى”، مضيفًا أنهما يمكنهما معًا امتلاك ما وصفه بالسباق نحو المستقبل. ومضى يقول” أبعث برسالة واضحة إلى العالم: أمريكا عادت. وعاد التحالف عبر الأطلسي”.
وفي هذا، اعتبرت الصحيفة البريطانية:” أن خطاب بايدن يمثل انفصالا واضحا عن سياسات ترامب التي زعزعت التحالفات التقليدية لأمريكا ووضعت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي تحت ضغط غير مسبوق”.
من جانبها، عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن الشعور بالارتياح الذي يشعر به العديد من القادة الأوروبيين بشأن تغيير القيادة في واشنطن وعزم بايدن على إحياء التحالف مع الغرب.
وقالت:” إن آفاق التعددية أفضل بكثير هذا العام مما كانت عليه قبل عامين، وهذا له علاقة كبيرة بأن يصبح جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة”، مضيفة أن ألمانيا “مستعدة لفتح فصل جديد في شراكتنا عبر الأطلسي”.
وأشارت ميركل أيضا إلى قرار بايدن بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، وتمديد معاهدة ستارت النووية الجديدة مع روسيا لمدة خمس سنوات، والتزامه بإحياء الاتفاق النووي الإيراني- وهي خطوات وصفتها بأنها “خطوات مهمة على طريق المزيد من التعاون الدولي متعدد الأطراف”.
في الوقت نفسه، أكد بايدن أن “الديمقراطية” ضرورية لمواجهة تحديات اليوم، لكنه حذر من أنها تتعرض للهجوم. وقال “علينا أن نثبت أن نموذجنا ليس من مخلفات التاريخ”، مضيفًا أن الأمر أصبح يقف عند “نقطة انعطاف”.
وفي سلسلة من التصريحات التي هدفت إلى مجاملة الدولة التي استضافت المؤتمر، أعلن بايدن أنه سيوقف أمر ترامب بسحب الآلاف من القوات الأمريكية من ألمانيا ورفع سقف العدد الإجمالي للجنود المتمركزين هناك.
كما وعد بالالتزام بالمادة 5 من ميثاق حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والتي تتعهد بالدفاع الجماعي في حالة مهاجمة أي دولة عضو- وهو التزام لم يؤيده ترامب إلا بعد صمت طويل، على الرغم من أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي ابتكرت هذه المادة.
مع ذلك، لاتزال هناك العديد من القضايا التي تهدد بتوتر التحالف عبر الأطلسي، مثل خط أنابيب الغاز الذي تبنيه روسيا ويمر عبر ألمانيا، وهو ما تعارضه واشنطن بشدة حسبما قالت الصحيفة.