ثقافه و سياحة

روائي : دنشواي وصمة عار في تاريخ الإمبراطورية البريطانية

كتب – مصطفى دنقل

قال الروائي الدكتور حازم حامد الشاذلي أن حادث دنشواي وصمة عار في تاريخ الإمبراطورية البريطانية؛ قرية مصرية من قرى المنوفية اشتهرت بوجود أسراب كثيرة من الحمام ؛ مما أغرى بعض الضباط الانجليز للتوجه إليها لصيد الحمام في هذا اليوم المشهود يوم 13 يونيو1906 ، يوم دخلت فيه دنشواي التاريخ من باب العدالة الانجليزية المزعومة.

وأضاف الشاذلي، بدأ الانجليز في إطلاق نيران بنادقهم لصيد الحمام  فاشتعلت النيران في أحد الأجران  مما أثار غضب الفلاحين فطالبوا الانجليز بالابتعاد، وحدثت مشاجرة وأصابت رصاصة انجليزية واحدة من الفلاحات فاشتد غضب الفلاحين وبدا للإنجليز أن الفلاحين سيفتكوا بهم؛ فهرب واحد منهم وسار تحت الشمس الحارقة مسافة ثمانية كيلومترات فأصيب بضربة شمس ومات.

على إثرها؛ هاجت الدنيا وماجت وتوجهت فرقة انجليزية إلي القرية ثم بدأت التحقيقات والتي لم يكن هدفها إلا إلصاق التهم للفلاحين.

واستطرد الشاذلي، انعقدت المحكمة  وللأسف الشديد كان المدعي العام في القضية هو المحامي  ذائع الصيت إبراهيم الهلباوي والذي كان من الممكن كما اشتهر عنه أن يدافع عن الحق والباطل بنفس البراعة ، وكان رئيس المحكمة بطرس باشا غالي  وعضو المحكمة وكاتب حيثيات الحكم احمد فتحي زغلول رئيس محكمة مصر الابتدائية وشقيق الزعيم سعد زغلول؛ وبالطبع كانت محكمة هزلية وصال الهلباوي وجال في أخر يوم من المحاكمة لإثبات التهم علي الفلاحين.

  وبلغت هزلية المحاكمة إلي حد أن سخر منها الكاتب الايرلندي الشهير جورج برنارد شو  ووصل الأمر إلي أن المحكمة قد وصلت دنشواي ومعها المشانق والجلادين،  أي أن الحكم كأنه قد صدر قبل المحاكمة؛ وبالفعل صدر الحكم بإعدام أربعة وجلد اثني عشر والمؤبد للباقين.

  وكما يقول جورج برنارد شو  كأن المحكمة كانت تريد تسلية المشاهدين فكانت تقوم بجلد أحد المتهمين ما بين إعدام اثنين منهم ، كان لابد أن يدفع الثمن أربعة من أبطال هذه الواقعة المشينة أولهم اللورد كرومر المعتمد البريطاني والذي تكفل به الزعيم مصطفي كامل الذي فضح القضية وأقام الدنيا وأقعدها علي الانجليز مما اضطرهم إلي سحب كرومر من مصر.

وأما بطرس باشا غالي  رئيس المحكمة فقد تم اغتياله بعد ذلك علي يد إبراهيم الورداني،  وأما فتحي زغلول فلم يغفر له أحد زلته ولم يشفع له أنه شقيق زعيم الأمة سعد زغلول حتى أنه في يوم الاحتفال به لترقيته اعتذر أمير الشعراء احمد بك شوقي عن الحضور وإلقاء شعره، وأرسل بدلا من ذلك أربعة أبيات من الشعر تدين فتحي زغلول إلي الأبد.

وأما “الهلباوي” فقد ظل بقية عمره يحاول التكفير عن ذنبه وتبرير الجريمة ولم يصدقه أحد حتى مات مفلسا ذليلا وهو يحمل لقب جلاد دنشواي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى