يضفي الأبيض إشراقًا أينما يحلّ، وهو يمثّل الخيار المثالي في ديكورات الغرف ضيّقة المساحات، لما يُضفيه من إنارةٍ عليها وفسحةٍ تشرح المهندسة الداخليّة رنا بركة أن “للألوان تأثيرًا هامًّا في الراحة النفسيّة للأفراد، وبالتالي يخضع توظيف الألوان في الديكور الداخلي إلى قواعد وأسس لا يمكن تخطّيها”.
وتضيف بركة أنّ “اللون يؤثّر في شكل مباشرٍ، وأيضًا غير مباشرٍ، في قاطني المنزل والموظّفين في المكاتب، بالإضافة إلى روّاد الأماكن العامّة” وتستشهد، في هذا الإطار، بدور الأحمر في تحفيز الشهيّة، ما يجعل اللون المذكور الخيار الأوّل في المطاعم عند تجهيز ديكوراتها وتلفت إلى أهميّة حضور البرتقالي والأصفر في النوادي الرياضيّة كونهما يحفزّان الطاقة، أمّا الأخضر فيشيع وجوده في المساحات المقفلة الراحة النفسيّة عادةً…
للأبيض معان ودلالات في الديكور الداخلي؛ فهو مرادف للنقاء والصفاء والبساطة والراحة والفرح والانتعاش، ويشيع انطباعًا بالنظافة علمًا أنّه يُفرض على المطاعم استعمال السيراميك الأبيض في المطابخ، كون من شأن ذلك أن يكشف عن الأوساخ فيها هذا اللون المشرق والعملي شائع الاستخدام في عالم الديكور، بخاصّة في طلاء الأسقف والجدران، ومع توافر الإضاءة المخفيّة، تبدو المساحة أكثر فسحةً كما يتماشى الأبيض مع أي لون آخر، ويشكّل الخلفيّة المثاليّة لأي قطعة أثاث، بخاصّة إذا كانت الأخير محمّلًا بألوان عدة، فتساعد الخلفية البيضاء في إبراز القطعة بشكل لافت لذا، يُلاحظ في المتاحف اعتماد الخلفية البيضاء لتبرز أي قطعة فنّية معلقة على الجدار.
سؤال بركة عمّا إذا كان هناك موانع من استعمال اللون الموحّد المذكور على الأثاث والجدران والأسقف، حتّى يطلّ المنزل إطلالةً مكلّلةً بالأبيض، تجيب عنه قائلةً إن “لا موانع متعلّقة، فقد اشتهر الطابع الإسكندينافي بذلك، وكذا الأمر في شأن الطابع الفرنسي”.
يروّج استخدام الأبيض في إعداد ديكورات المنزل، بخاصّة في الشقق الـ”مودرن”، وذلك لدور اللون المذكور في إضفاء ظلّ خفيف وجوّ من الشاعريّة ومعلومٌ أن الأبيض ينسجم مع معظم الألوان الأخرى، وهو يزيد الإحساس بالفسحة في المكان الضيّق، ويقوم بتأمين المزيد من الضوء داخل الغرف المظلمة نهارًا، لأنّه عاكس رائع للضوء ومن الواضح أن موضة الديكور المتجدّدة على الدوام، لم تستطع تهميش اللون الأبيض وفي هذا الإطار، تعدّد بركة كيفيّة توظيف اللون الأبيض في الديكور المنزلي، في الآتي.
- في وجود صوفا بيضاء تمثّل النقطة المحوريّة في المساحة، وتتكئ على جدار أبيض، يجذب تزيين الصوفا بوسائد ملوّنة، كما عرض تحفة فنّية على الجدار.
- يعكس الأبيض الضوء في المساحة، بخلاف الأسود الذي يمتصّ الضوء، فإذا طغى الأبيض على ديكور الغرفة، ستبدو مساحتها أكبر، ولو وهميًّا، وسقفها أعلى مما هو عليه في الحقيقة علمًا أن طلاء الجدران في الغرفة عينها بطلاء ذي لون داكن، سيؤثّر في حجمها الذي سيبدو أكثر ضيقًا، كما في ارتفاعها.
- للون الأبيض حسنات بالجملة، منها أن أي قطعة، ومهما كان لونها، وحين توضع على خلفية بيضاء، ستحقّق في الخلاصة التناقض المحبّب في الديكور.
