يمر الإنسان بمراحل عمرية مختلفة منذ الميلاد وحتى الممات ، وهى مراحله الطفولة، المراهقة ،الشباب والنضوج وأخيرا لمرحلة الشيخوخة.
وسوف أتطرق لمرحلة الشيخوخة لما يمثله المسن من حوالى 5% من إجمالي المجتمع المصري للأسف هي مرحلة عمرية مهمشه لا تنال الاهتمام الكافي.
و تؤكد منظمة الصحة العالمية على أن سن 00 هو بداية لمرحلة الشيخوخة و اعتبار الشخص مسن خاصة أن هذا السن يتفق و سن التقاعد مع تشريعات غالبية الدول فيما يتعلق بقانون العمل و سن التقاعد.
المسن: هو من بلغ عمره خمسة وستون عاما فما فوق، أن المسن حقيقة هو الشخص الأكبر سنا من ذلك يعاني تدهور وظيفيا يؤثر بشكل ملموس على مجمل الوظائف الحيوية و نظرا لما يعانونه من عجز فإنه عادة ما يتطلب حماية و رعاية من الأخرين.
• تصنيف للمسنين من حيث العمر و يتمثل في أربعة مراحل وهي :
الكهل: وهو الذي يتراوح سنه من 60إلى 70 سنة، لكنه لا يزال يتمتع بالنشاط و الحيوية في مختلف المجالات الحيوية .
الشيخ: هومن كان عمره يمتد من.70إلى 80 سنة حيث تتميز هذه المرحلة بملازمة الشخص للبيت نتيجة الضعف وعدم القدرة .
الهرم: هو الشخص الذي بلغ 80سنة فما فوق و غالبا ما نجده ملازما للفراش.
المعمر: هو الذي تجاوز 100 سنة فأكثر.
يمر الإنسان عبر مراحل عمره بمجموعة من التغيرات الجسمية و النفسية و العقلية و الاجتماعية قد يتولد عن هذه التغيرات مجموعة من المشكلات و تعتبر مرحلة الشيخوخة من مراحل العمر التي تصاحبها تغيرات سريعة .
• من أهم هذه التغيرات والمشكلات لدينا :
1- التغيرات و المشكلات الصحية للمسنين:
نقصان الوزن و الطول و تغير لون الشعر و ضعف انتصاب القامة
لانحناء العمود الفقري كما يتجلد الجلد ويصبح أكثر جفافا و تظهر الأكياس الدهنية ،التغيرات في الجهاز الهضمي بدءا من الفم إلى المعدة و التغيير في الجهاز البولي، وتحدث تغيرات في القوة العضلية فتضمر العضلات في هذه المرحلة تبعا لزيادة العمر، كما يحدث تغيير حسي و عقلي مع التقدم في العمر فتضعف القدرة بالإضافة إلى تغير الصوت وضعفه.
وفي ضوء التغيرات الصحية و الأمراض التي قد تنتج عنها وتسبب للمحيطين بهم عدة مشكلات، .فالمسن بحاجة إلى رعاية صحية حقيقية سواء كانت من قبل أسرهم أومن قبل مؤسسات الرعاية الصحية .
2- التغيرات و المشكلات النفسية للمسنين:
حالة المسن النفسية ليست حالة نمطية واحدة و إنما لكل مسن حالته
الخاصة به تبعا لطبيعة تعرضه لتأثير العوامل المختلفة و درجة تأثره بها، و نتيجة لتلك العوامل فإنه تعتري المسن بعض التغيرات النفسية ومنها:
1- تمركزه حول الذات حيث ينسحب منها للاهتمام بالموضوعات الخارجية كما يجد المسنين صعوبات في التحكم في انفعالاتهم و يعجزون عن ضبط مشاعرهم و عواطفهم و يميلون إلى العناد و التعصب لرأى و يثورون لأتفه الأسباب، و يتصف المسن بالإحباط و قد يقف موقف المتحكم من كل شيء و الساخر من كل الناس حتى من نفسه.
2- الإحساس بالوحدة فإن المسنين يواجهون مشكلات نفسية عديدة منها الشعور بالوحدة التي تعني إحساس الفرد بوجود فجوة نفسية تباعد بينه و بين الأشخاص إلى درجة يشعر معها بافتقاد التقبل و الحب من الآخرين بحيث يترتب عن ذلك حرمان الفرد من الانخراط في علاقات مثمرة مع الآخرين.
3- القلق يعتبر القلق إحدى المشكلات المرتبطة بالمسنين وتعرف بأنها حركة انفعالية غير سارة يعاني منها عندما يشعر بالخوف أو تهديد من شيء ما دون أن يستطيع تحديده تحديدا واضحا و غالبا ما يصاحب هذه الحالة بعض التغيرات مثل ضعف القدرة على التفكير و فقدان السيطرة على ما يقوم به الفرد.
3- التغيرات و المشكلات الاجتماعية للمسنين:
تتسم مرحلة كبر السن بتغيرات اجتماعية تظهر بوضوح مع التقدم في العمر وتكون ذات تأثير كبير في حالة التوافق الاجتماعي لديهم و تزداد تلك التغيرات حدة مع زيادة التغيرات الاجتماعية و الاقتصادية والثقافية التي يشهدها المجتمع في الآونة الأخيرة و التي انعكست سلبا على جميع فئات المجتمع .
أن الكثير من المسنين يعانون من الشعور بالوحدة و العزلة بعد بلوغ سن المعاش نتيجة لفقدان الكثير من أدوارهم الاجتماعية و فقدان المكانة الاجتماعية و أن بعضهم يتمنى الموت أحيانا لأنه يشعر بأنه لا أهمية لحياته كما يعتبر وقت الفراغ من المشكلات الهامة التي تواجه المسنين، ولذلك لابد من تحسين الروابط الأسرية و استشارة المسن في أبسط المسائل حتى يشعر بمكانته و دوره الاجتماعي.
4- التغيرات و المشكلات المادية للمسنين:
عادة ما يقل دخل المسن مع تقدمه في العمر خاصة بعد التقاعد سواء كان اختياريا أو إجباريا فيفقد المتقاعد جزء ليس بقليل من دخله كما تتزايد الأعباء المالية و تتدهور الحالة الصحية و انخفاض القدرة على الكسب و من ثم يعجز المسن عن مواجهة النفقات الخاصة في ظل عدم توافر مصادر مادية
متنوعة . كل هذه يخلف نوع من الشعور بعدم الأمان الاقتصادي في مواجهة التحديات المستقبلية مما يؤثر على المسن فيصبح كثير القلق و يجبره على تخفيض نفقاته إلى أقصى حد ممكن و يحرم نفسه من بعض الاحتياجات التي إعتاد عليها في الماضي.
نجلاء نادر
باحثة علوم إنسانية
مدرب معتمد أطفال ومراهقين
أخصائية تعديل سلوك الأطفال والمراهقين و الإرشاد الأسرى والزواجي
