نجلاء نادر تكتب .. ” السب والشتم بين التحضر والتخلف”
يبدو أن استخدام الشتائم أصبح أمرا شائعا في مجتمعنا اليوم. مما يجعله يبدو وكأنه وسيلة طبيعية جدا للتحدث.
ومع ذلك فإذا كنت تجد نفسك في كثير من الأحيان تستخدم الشتائم فاعلم انها يمكن أن تضر أكثر مما تنفع.
وعلى الرغم من أن اللغة البذيئة السيئة قد تؤدي الى بعض الضحك حيث أصبحت قاعدة في العديد من البرامج التلفزيونية .ولكن اتضح أنها يمكن أن تعرقل بشكل خطير حياتك وحياة من حولك.
تتردد الشتائم الغير لائقة والألفاظ البذيئة النابية والسباب بين الناس وبشكل يومي تعبيراً عن السخط والغضب والحقد دون أن يدرك البعض خلفيّتها الحقيقية. والبعض يتلفّظون بالشتائم دون معرفة معناها أو أنها عادة تربّوا عليها فتعوّد اللسان على أن يلفظها بطريقة تلقائية كالببغاء. ولكن يوجد بعض من الألفاظ التي يصعب قولها أو كتابتها بل نسمعها يومياً في الشوارع والتليفزيون ونقرأها على شبكة الإنترنت. فكلّ يوم نسمع شتائم جديدة تضاف الى قاموس الشتائم القديمة المألوفة.
لماذا نشتم وما هي دوافعها؟
يوجد العديد من الدوافع التي تجعلنا نشتم أو تتسبب في الشتيمة فمنها:
– البيئة الاجتماعية: حيث يحصل الطفل أو الإنسان بشكل عام على المفردات البذيئة التي يتعلمها من بيئته.
وكلّ بيئة لها طريقتها في التعبير عن الشتيمة. وإذا نظرنا إلى البيئة الفقيرة وغير المتعلمة فمفردات الشتيمة فيها تتركّب من الإهانات الجنسية، بينما تختلف عند الطبقات الأعلى، حيث يشتمون من الجهة الاقتصادية والمادية في طريقة الملبس والمأكل.
– الشعور بالنقص: فيمكن أن تحدث الشتيمة بسبب الغيرة فنتعمّد أن نهين الآخر ونجعل الآخرين يحتقرونه، فنصبح نحن الأفضل.
– رد الفعل: فتحدث الشتيمة نتيجة شيء فعله الآخر, حينئذ يضطر إلى الشتيمة من دون تفكير.
الأثار النفسية والاجتماعية للسب والشتائم:
– تعتبر الشتيمة تفريغاً لما في الداخل وليست علاجاً، فلا تساعد على مواجهة المشكلة بل تفاقمها بشكل أكبر.
– تسبّب في جرح مشاعر الناس، فمن الممكن أن ينسى الشاتم إساءته للآخر، ولكن الذي يُشتم لن ينسى أبداً.
– سيواجه الشخص الشاتم نفوراً اجتماعياً فلا يتصاحب عليه أحد إلا الشاتمين أمثاله.
– الشاتم لا يستطيع أن يكون قدوة حسنة أمام الآخرين إن كان زوجاً أو زوجة.
– إضعاف الشخصية، قد يظنّ الشاتم أنه قوي وذو شخصية مؤثرة، لكنه في الحقيقة ضعيف الشخصية.
الوقاية من السب والشتائم:
إذا كانت الشتيمة في مرات كثيرة عبارة عن تفريغ للطاقة السلبية عند الإنسان الذي يشتم، فالأفضل أن يتعلم هذا الشخص كيف يستبدل طاقته السلبية بأخرى إيجابية. وإذا كانت الشتيمة ناتجة عن سوء فهم الآخر، فينبغي حينئذ أن يقوم الشخص بتطوير مهارات التواصل الفعّال مع الآخرين وحل النزاع بأشكال سلمية والتعامل مع الأفكار السلبية بطريقة مفيدة، وهكذا لا يُضطرّ الإنسان إلى اللجوء للشتيمة واستخدام الكلام البذيء.